Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

متقاعدو «العلة» ومتقاعدات «الفلة»!!

A A
إن قارنت بدراسة جادة بين مجموعتين من المتقاعدين، أحدهما تمثل الرجال وأخرى تمثل النساء، وكلاهما في سن واحدة، ونظرت إلى النتائج فإنك ستجد فروقًا معنوية ذات اعتبار يمكن تعتمد عليها في نشر بحث علمي تتلخص أهم نتائجه أن هناك تباعدًا كبيرًا بين المتقاعدين والمتقاعدات في التعامل مع مرحلة التقاعد من العمر، أولاً في الرغبة في التقاعد، فالرجال يتشبثون بالوظيفة ويرون أن تقاعدهم من العمل مصيبة عليهم والنساء عكس ذلك يرغبن في التقاعد ويفرحن به، وكذلك اختلاف في أساليب مواجهة الحياة بعد التقاعد فالمتقاعدون يعيشون متمثلين العلة والانكسار والمتقاعدات يعشن الفلة والانبهار.

دخلت يومًا مسجدًا فيه مجموعة من المتقاعدين تعرفهم بمجرد النظر إليهم وطريقة جلوسهم للصلاة حيث يجلسون على الكراسي وحين يركعون أو يسجدون يستندون على أي شيء ليقنعوا أنفسهم أنهم عاجزون ويشعروا الآخرين أنهم كبار في السن.. هؤلاء هم متقاعدو العلة الذين يجلبون لأنفسهم العلة من كل جهة ودائمًا يحرصون على إظهار جانب الأمراض والعلل فتجد الواحد منهم مفككاً، الركبة في جهة، واليد في جهة، والأسنان متهرتكة، والعيون مغطاة بثلاثة نظارات، والفكس في الجيب.. منظر لم أرَ له مثيلاً إلا في بعض متقاعدينا، وللأسف إن قدَّر الله ورأيت أحدهم حتى خارج المسجد فإنك ترى إنسانًا متهالكًا إلا إن ذكرت سيرة الزواج رأيته حصانًا جامحًا، فتل شاربه وقبض لحيته وقال لا ينقصني شيء، وهكذا هم نوعية بعض المتقاعدين للأسف يتمثلون الموات وازدراء الحياة والتقشف مع حب شديد للمال، فهل بالله عليكم متقاعد هكذا صورته يمكن الاستفادة منه في عمله مرة أخرى، بعكس المتقاعدات اللائي في نفس العمر حيث يعشن الحياة بكل معانيها فكل واحدة منهن عندها فِلة وعاملتها في الحياة فَلة ترتشف من زينة الحياة الدنيا وهي بين سفر وخدم وشلل وصاحبات وصوالين تجميل ولا تستكين لعلة طارئة ولا تتلمس الجدران لتتكئ عليها في المشي وبعضهن لا تزال فيها رمق الزواج ولو اتيحت لها الفرصة لفعلت، وتجدها مسجلة في ناد رياضي وحريصة على المولات لشراء جديد الموديلات ويستعرضن حياتهن حتى أكلهن وشربهن بالتصوير في السناب شات بينما المتقاعدون يادوب يفتح الواتس أب ويقول لأصحابه صباح الخير.

إن تثقيف المتقاعدين بأسباب العافية والصحة والتنشيط الرياضي والغذاء الصحي وفهم معنى التقاعد والتحبيب فيه مطلب من الجهات الرسمية أن تؤديه قبل أن يتقاعد الموظف لأن المتقاعدين ثروة وطنية يجب أن يستفاد منها ناهيك عن نسبة منهم يتقاعدون مبكرًا فلديهم فراغ كبير وطاقة كبيرة ويجب أن يستفاد منهم في تخصصاتهم وفي الأعمال الإنسانية والتطوعية مما ينشط عقولهم وأجسامهم أما المتقاعدات فأهنئهن بأسلوبهن في الحياة والاعتناء بأنفسهن والالتهاء بالشلة وحياة الفلة.. فقط احذرهن كل التحذير من تعاطي الشيشة أو الدخان فإنهما من المهلكات للصحة والمعجلات بالمرض، كما أوصي كل متقاعدة بأن تأخذ بيد متقاعدها حتى لا يلحق بركب الـ»شقردادي» فتخسر ويربح هو إلا إذا كان الفكة منه غنيمة فكل أدرى بوضعه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store