Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هنيئًا للوطن بعقلائه..!

ممّا أثبتته التجارب، واستقر في النفوس، وفي التاريخ أن المصاعب والمحن والفتن هي التي تميّز الصادق من الكاذب، والغث من السمين، وهذه سنّةُ الله في كونه، وعادته في خلقه، قال تعالى: (وما كان الله ليذر ا

A A

ممّا أثبتته التجارب، واستقر في النفوس، وفي التاريخ أن المصاعب والمحن والفتن هي التي تميّز الصادق من الكاذب، والغث من السمين، وهذه سنّةُ الله في كونه، وعادته في خلقه، قال تعالى: (وما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب)..!وفي حال السعة، وزمن الدعة يسهلُ الحديث، ويكثرُ التنظير، ويستمرأ النقدُ للآخرين، وإطلاق التهم..!ولكن المواقف والأفعال هي خير برهان على صحة التنظير، أو حقيقة الاتّهام من عدمها، والبيّنةُ على من ادّعى..!وقد قرأنا كثيرًا -حتى سئمنا- من ذلك النقد الذي كان يوجه لشريحةٍ من أبناء هذا الوطن، وأعني بها: شريحةَ الدعاة والخطباء، بل والعلماء الكبار أيضًا، بل وحتى مؤسسات الفتوى الرسمية..!فقد أراد عددٌ من كتّابنا تصوير خطيب الجامع والداعية بأنه ناقص الوطنية، لا يهتمُ بقضايا وطنه بقدر ما يهتم بقضايا الأمة بشكل عام! وبأنه: لا يعيش الواقع، ولا يتفاعل مع أحداثه، وكأن الوطنية حكرٌ على فئةٍ دون فئة، أو هكذا يريدون..!وفي خضم هذه الأحداث المتسارعة: كان الصوت هو صوت (العلم والعقل) انطلق الخطباءُ والدعاةُ في كل أنحاء هذا البلد المبارك، وفي جميع مساجده، ليتحدثوا في الحدث، وليبينوا للناس حكمَ الشرع، ويوقفوا أبناء المجتمع على حقيقة الموقف، وما قد يترتب على بعض المواقف والتوجهات من مفاسد ومخاطر! وأن نعمةَ الأمنِ والاستقرارِ لا يعدلها نعمة بعد الإيمان بالله..!وبلا شك كان لهذا المنطق وهذا الحضور أثرهُ البالغ في نفوس عامة الناس وطمأنتهم وتبصيرهم بحقائق الأمور، وتوجيه الجميع بكافة شرائحه وتوجهاته ليعتصموا بحبل الله جميعًا ولا يتنازعوا فيفشلوا، ويُمكنِّوا أعداء الدّين والمعتقد الصحيح من أن يصلَ لمبتغاه..!ولا شك أن من هؤلاء الخطباء أو الدعاة -كغيرهم- لديه آراؤهُ وملاحظاتهُ الخاصة به، ولكن منطق العلم؛ (العلم الشرعي)، ومنطق (العقل) يقتضي تقدير وتغليب المصلحة العظمى على غيرها، وهي هنا: مصلحة الاجتماع ونبذ الفُرقة، وما عدا ذلك يمكن مناقشته وبحثه بكل هدوء وعقل أيضًا..!والمتأمل يجدُ أن الصوت والجهد الفكري المبذول كان لأهل العلم والدعاة، وأن منتقديهم قد غابوا عن الساحة، ولم يكلفوا أنفسهم بنقد وبيان دسائس المتربصين بأمننا، وبمنهجنا السُني في المملكة، ودول الخليج كافة، فبقدر ما كانوا قاسين متكالبين على إخوانهم من الخطباء والدعاة بقدر ما غابوا، حيث يجب أن يحضروا.. ما لهم كيف يحكمون..؟!Fhdg1423@hotmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة