انطلقت في بداية الأسبوع الماضي سفينة العزيزي التابعة لجامعة الملك عبدالعزيز وهي سفينة ذات مكونات بحثية للقيام برحلة بحرية وعلى متنها فريق بحثي متخصص في عالم البحار وبالذات الجيولوجيا البحرية بهدف القيام برحلة استكشافية لأعالي البحار وتجميع عينات رسوبية.
وتعتبر جامعة الملك عبدالعزيز الجامعة الوحيدة في المملكة التي بها كليتان لهما علاقة بالبحار وعلومه ومكتشفاته وسفنه وقبطانه، هما كلية علوم البحار وكلية الدراسات البحرية، ولكل كلية من هاتين الكليتين أهدافها وأقسامها وأبحاثها، وتعتبر كلية علوم البحار هي الأقدم وذات عراقة في التأسيس (تأسست كقسم عام ١٣٩٥هـ ثم معهد عام ١٣٩٨هـ بعد ذلك أصبحت كلية عام ١٤٠١هـ) وهي اليوم متعددة في تخصصاتها وعالمية في أبحاثها ومتجددة في عطاءاتها، تمنح درجة البكالوريس والماجستير والدكتوراة في الأحياء البحرية والكيمياء البحرية والفيزياء البحرية والجيولوجيا البحرية وقد استقطبت بعض الباحثين العالميين منهم البروفيسور أنور عبدالعليم -رحمه الله- الذي كان أحد أركان كلية علوم البحار واشتهر بمهارة الغوص في البحار باحثًا مميزًا، ولدى الكلية مشاريع بحثية مدعومة من الجامعة ومن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومن جهات وطنية مثل أرامكو وكذلك لديها شركات بحثية عالمية مثل جامعة كيل بألمانيا Kiel University ومتحف سينكينبيرج بألمانيا والمشاركة البحثية مع بعض المعامل البحثية في أمريكا مثل معمل Mote Marine Laboratory.
وكان لكلية علوم البحار الفضل -بعد الله- في نشر دراسات بحثية تخص البحر الأحمر مثل دراسة التنوع الأحيائي في البحر الأحمر بالتعاون مع جامعة كيل الألمانية وكذا دراسة التنوع الأحيائي بخليج العقبة بالمشاركة مع معمل موت بأمريكا وتمتد على ساحل البحر الأحمر أنواع متعددة من الكائنات الحية مثل الطحالب والشعب المرجانية والهائمات وتنوعها الحيوي بالإضافة إلى الأسماك واللافقاريات و.. ، وكلها حظيت بالدراسات البحثية لما تتوفر في الكلية من أجهزة وإمكانات ساعدت الباحثين في نشر البحوث والحصول على العديد من براءات الاختراع والاكتشافات التي وصل عددها إلى الآن تسعة اكتشافات سجلت باسم منسوبي الكلية وهناك من الاكتشافات ما كان حديثًا ولأول مرة على مستوى العالم مثل التعرف على أحد القشريات (الزوبلانكتون) وهناك الدراسات الكيميائية والفيزيائية ذات العلاقة بالبحار والمحيطات أما محليًا أو عالميًا ومعظمها تقودها كوادر سعودية بالإضافة إلى الخبرات العالمية وتسيّر من أجل البحوث بعض السفن المجهزة على مستوى عالمي ومنها سفينة العزيزي التي تنتمي الى كلية الدراسات البحرية وهي الكلية الثانية والحديثة التي تقع بجوار كلية علوم البحار على شاطىء البحر الأحمر وبها أقسام متعددة ذات أهداف تعليمية محددة وقد تأسست عام ١٤١١هـ كقسم الدراسات البحرية ثم تحولت الى كلية تحت مسمى كلية الدراسات البحرية وهي ذات برامج أكاديمية مهنية مثل الملاحة البحرية والهندسة البحرية والمساحة البحرية والموانىء والنقل البحري وكلها من أسمائها مرتبطة مباشرة بالنواحي المهنية التي تهيىء الخريجين للوظائف في عدة جهات.
ومما يلفت النظر كما أخبرني عميد كلية علوم البحار الدكتور عدنان تركي أنه تم استخلاص بعض المركبات الطبية من الإسفنجيات البحرية وجار معرفة الاستفادة منها طبيًا كما تم التعرف على نوعين من الطحالب أحدهما يستخدم في مواد التجميل والآخر يستخدم كمكمل غذائي وكليهما يحتويان على نسبة كبيرة من البروتين وجار أخذ براءة اختراع عليها ولعله من المناسب لكلية علوم البحار وكلية الدراسات البحرية استهداف التعاون البحثي مع متخصصين في كليتي الصيدلة والعلوم خاصة قسم علوم الأحياء لإجراء بحوث على الكائنات الحية البحرية والمكونات البحرية الدقيقة والنباتية والحيوانية للاستفادة منها في مجال الاستخدام الطبي ومعالجة بعض الأمراض الخطيرة مثل السرطان وغيره وهذا المؤمل إجراءه مستقبلا بإذن الله.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
