Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

البرمجة الذهنية ومخاطر العوالم الافتراضية!!

شذرات

A A
المجتمعات الشابة اليوم مستهدفة من قِبل شركات ومستثمرين كبار جنَّدوا أنفسهم ليقودوا حملة التغيير في مجال الميديا والمنصات المتطورة وبرامج التواصل الاجتماعي التي فرضت نفسها على المنازل، حتى الألعاب الإلكترونية، وهم يريدون تحقيق التفكك الأسري وقلة التركيز وضعفه، يريدون ديناً جديداً مبنياً على الانفلات الأخلاقي والتخلي عن القيم والعادات والتقاليد والأعراف لإعادة تشكيل العقول وبرمجة الذهن لتقبُّل التأثير المرئي والتحكم بنظام الحياة الافتراضية المفتوحة بما يحقق الإدمان على الأجهزة الذكية وما يتبعه من فشل دراسي أو توحُّد أو انعزالية.

يقول أحد المراقبين لهذه الهجمة الشرسة: قد يبعثون بصور ثلاثية الأبعاد لنفسك خلال حفلة موسيقية على سبيل المثال وأنت غير موجود فيها، أو يفترضون جلوسك حول طاولة اجتماعات افتراضية مع زملاء بعيدين عنك.

وينبغي ألَّا يفوتنا أن هذه البرمجة لا تستهدف المسلمين فقط وإنما كل المِلل والديانات المحافظة تمهيداً لنظام ليبرالي جديد شعاره: لا دولة، لا نظام، لا دين، وهذه الإشارة هي عقيدة اللانهاية وبث التشكيك، وكلها تقنيات جديدة تؤمل أن تكون أكثر انتشاراً وفي متناول الجميع وبأسعار رخيصة للتعوُّد عليها، ليعيش الشباب في حياة افتراضية تشمل الأفلام وحفلات تقود إلى إدمان إلكتروني وأمراض نفسية واجتماعية، فضلاً عن المشاكل الأسرية والأخلاقية.

ولكن ما مصير أبنائنا الذين انغمسوا في هذه البرمجيات؟.. قطعاً الولوج في الفخ وفي الشراك الذي نُصب لهم دون أن يدركوا النتائج الوخيمة التي ستحيط بهم.

إنها مساحات تضج بالتزاحم، يحاول هؤلاء أن يملأوا قوالبها بالمعلومات المؤدلجة المؤطَّرة بغاياتهم المُغرضة في ظل الإقبال على برامجهم وتطبيقاتهم الموجهة والغنية بالمؤثرات الصوتية والضوئية المبهرة التي تغرس مضامينها بسهولة في عقول أبنائنا الغضة، لتشكل خطراً على عقولهم التي سُلِبت، وأخلاقهم التي أُفسِدت، وحروباً ناعمة قليلة التكاليف، كبيرة التأثير والعياذ بالله.

ولعل أهم ما يلزمنا هو القناعة بأن المضي في هذا الشأن تحت مظلة التسلية والترفيه أو خلافه يحتاج منا إعادة النظر بكل قوة إلى الأخطار المحدقة بأبنائنا، وأن نجهز أنفسنا بقناطير من الوقاية، وهي مسؤولية أولياء الأمور والأجهزة الإعلامية الواعية والمؤسسات التعليمية والثقافية ناهيك عن المنابر الدينية.. فهل نستدرك ذلك قبل أن نبكي على اللبن المسكوب؟!.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store