Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سعود كاتب

جرد حساب العام المنصرم

A A
راودني إحساس بعدم الرضا وأنا أعاود قراءة مقال كتبته في عامودي هذا عام 2016 عنوانه: (10 نصائح تبدأ بها عامك الجديد)، فلسبب ما شعرت حينها بأن عام 2021 كان عامًا خاملاً وأقل نشاطًا مقارنة بما اعتدت عليه خلال سنوات مضت، وحتى لا أسمح لهذا الشعور غير المريح بالاستفحال، قمت بإخراج دفتر مذكراتي الأخير (2021)، وبدأت القيام بعملية جرد لأرباحه وخسائره المختلفة، وهي في الواقع عادة مفيدة لم أتوقف عن ممارستها منذ قرابة 25 عاماً، ويمكنني القول بأنها غيَّرت حياتي وجعلتني أكثر قدرة على التحكم بها والسيطرة على تفاصيلها.

والتالي بعضا مما يمكن مشاركته من نتائج ذلك الجرد، لعل فيها تجربة ذات فائدة للقراء: أولا: على جانب النشاط البدني، أمارس رياضة الجري -وغيرها- بانتظام، وبدأت منذ عام 2013 استخدام تطبيق Nike الذي يزودني بمعلومات كاملة عن تفاصيل كل مرة أخرج فيها للجري، ووفقا لبيانات التطبيق لعام 2014 ركضت ذلك العام (127) مرة، قطعت خلالها (1068) كم في (114) ساعة، بمعدل (6.25) دقيقة لكل كيلومتر، بينما في عام 2021 ركضت (44) مرة فقط، مسافة (133.6) كم، في (17:22) ساعة، وهذا انخفاض حاد في النشاط له أسباب منها جائحة كورونا وتعرضي لكسر في القدم، وقطعًا انخفاض اللياقة الطبيعي مع سنوات العمر.. وهدف هذا العام 500 كم بحول الله.

ثانيًا: على صعيد المشاركات العلمية والثقافية، لبَّيت خلال العام الفائت (14) دعوة، منها على سبيل المثال: متحدث رئيس في المؤتمر الإسلامي للأوقاف، وفي ورشتي عمل لبرنامج سلام للتواصل الحضاري.. وتشرفت بإدارة الحوار مع صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل ضمن فعاليات معرض الرياض للكتاب، وإدارة جلسة نقاش في المنتدى العاشر لهيئة الرقابة ومكافحة الفساد.. ثالثا: في مجال الكتابة، تشير نتائج الجرد إلى تراجع سلبي، حيث توقَّفْت قرابة سنتين عن كتابة مقالي الأسبوعي، ثم عدت مجددًا قبل أسابيع بقليل من الحماس وحاجة للموازنة بين الوقت والجهد الذي تتطلبه مقالات الرأي، وشأن آخر مهم هو النشاطات العلمية والتأليف.. وقد أتممت خلال العام المنصرم تحديث وتنقيح الطبعة الثانية لكتابي عن الدبلوماسية العامة بعد نفاد طبعته الأولى، وستصدر الطبعة الجديدة قريبًا جدًا بحول الله.

أخيرًا وليس آخرًا، إذا كان للعام المنصرم «أرباح» تعادل بعض «خسائره»، فهو أن تقاعدي من الوظائف العامة لم يحل يوما بيني وبين مجالي تخصصي وشغفي، وهما الإعلام والدبلوماسية، بل على العكس من ذلك منحني الفرصة للقيام بما لم يكن الوقت يسمح به سابقًا، كالقراءة والبحوث وورش العمل واللقاءات العلمية.. بالإضافة إلى أنه أعادني لطلابي وطالباتي في قاعات الدراسة الملهمة.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store