Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

هديل

همزة وصل

A A
كنت أنتظرك يا هديل الروح لنتحدث معاً عن كثير، وما توقعت أبداً أن اللقاء سوف يأتي إليَّ في نبأ أليم يقول لي: «هديل ماتت»، هديل تعتذر عن الحضور، هديل لن تأتي إليك أبداً، وفي رحيل مفاجئ إثر حادث كريه غابت هديل عن عيوني التي تبكيها، وعن قلبي الذي يحبها ويغليها، آآآه يا هديل الروح، لو تعلمين كيف أعيش الجرح والألم مع النبض، وكيف أتنفَّس الحزن اليوم، ولكن الله تعالى أراد أن تموتين هكذا، تاركة خلفك روحك الطيبة، وأجمل الأفعال في قلوب من أحبوك، وهم كثيرون جداً، والحمد لله الذي قدَّر علينا ليكون الرضا قدرنا وقدر أمك وأخواتك وإخوانك وكافة أهلك، الذين هم ما يزالون يعيشون الصدمة المفجعة، والموت الذي جاء هكذا فجأة، ليقطف غصناً طرياً من أرواحنا المسكونة بهديلك..!!

رحمك الله يا ابنتي وقلبي، وأسأل الله أن يسكنك الفردوس الأعلى، ويعينني على استعادة حواسي وهدوئي وطمأنينتي بفضله، والموت حق والحزن بحق هو جبال تسكن صدري وقامتي ووقتي، الذي بات ثقيلاً بدونك، وتعباً يحملني ويُعلِّقني ويعانقني ويرقد معي ويرافقني ليل نهار، والحمد لله الذي أعطانا «هديل»، والحمد لله الذي ابتلانا ووجدنا راضين حامدين شاكرين، وأجرنا على الله وأمرنا إلى الله وحبنا لله هو الباقي في صدرونا بأمر الله، والبقاء لله، و(إنا لله وإنا إليه راجعون)..!!

(خاتمة الهمزة)... شكراً لكل الذين واسوني ووقفوا معي، وشكراً لله الذي خلقني وابتلاني، وإن شاء الله أكون يا رب من الصابرين، رحمك الله يا هديل، وأسكنك فسيح جناته، وحفظ لنا طفلتك «مايا» وأمانتك التي تركتيها لنا، وبإذن الله نكون لها كل شيء، ونسأل الله أن تكون هي الوردة التي تحمل روحك ونبضك وهديلك الذي لن يموت.. استودعتك رحمة الله يا روحي وحياتي وحبي «هديل».. كل ما أحتاجه منكم هو دعواتكم.. وهي خاتمتي ودمتم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store