Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

حتى لا تكون نقمة اقتصادية واجتماعية!!

شذرات

A A
من النتائج الحتمية لسوء الاتصال أنه كلما زاد الاتصال الإلكتروني انخفض التواصل الإنساني، والشواهد على ذلك عديدة.

والاتصال بحاجة دوماً إلى مرسل ومستقبل، ولا تكتمل دائرة الاتصال إذا غاب أحد طرفيه.

ومن المعلوم أن حياة البشرية وتقدُّمها لا يقاسان إلا بالقدرة على التواصل الإنساني، فإذا هيمنت الاتصالات الإلكترونية تحولت إلى نقمة اجتماعية واقتصادية، فضلاً عن الآثار المترتبة على ذلك من التشتت وضعف التركيز وضعف الانتباه، وهناك من يؤكد أن التأثير ينخفض حتى في الجودة.

في هذا السياق يحذِّر بعض علماء الاتصال من مجموعة من الأخطاء التي يقع فيها المرء مع الآخرين، منها على سبيل المثال لا الحصر: الأخطاء الحوارية التي تقع بين اثنين أو أكثر أثناء المناقشة والتي ربما تقود إلى إنهاء العلاقة.

التواصل من خلال الأعين ضرورة ولكن ينبغي الملاحظة أن لا يُكثر المرء من التحديق الشديد أو عكس ذلك كأن يشتت نظره إلى أماكن مختلفة والتي قد تُفهم خطأ بأن المستمع غير مكترث بما يقوله المتحدث، فلا التحديقُ ملائمٌ، ولا صرفُ النظر عنه مؤشرٌ للتواصل المثمر.

ومن إيجابية الحوار المفيد أن يكون قائماً على التوازن بين الطرفين أفراداً أو جماعة، واحترام كل منهم لدور الآخر في الحديث. ومما يُكره في التواصل ما يفعله البعض من كثرة الحديث عن النفس، أما الإنجازات فدعها تتحدث عنك حتى تترك انطباعاً بالثقة لا بالادعاء والتظاهر.

وبإيجاز شديد.. الحوارات السلبية قد لا تقتصر على الأمثلة التي أوردتُها، وربما تلاحظ خلال حديثك مع الآخرين عادات سلبية أخرى في الاتصال، ولعل أفضل الطرق لتفاديها هو أن تبدأ بنفسك للتخلص منها أولاً، وتضع نفسك دائماً مكان الآخرين لتفادي سلبيات التواصل.

وأذكِّر نفسي وغيري ببعض الدراسات الحديثة بأن الاتصال الإلكتروني متى زادت جرعته انعكس سلباً على التواصل الإنساني، وقد أشرت إلى بعض الدروس التي يمكن أن يتعلمها المرء لتجنب أخطاء التواصل المباشر والسعي لتلافيها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store