Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

لندن تحت الجائحة

A A
قد لا أكون مبالغاً عندما أقول إنني عرفت العاصمة البريطانية منذ أكثر من ثلاثة عقود ونيف من الزمن، حيث كانت أول رحلة لي في العام 1987م، عند بداية بعثتي لدراسة الدكتوراة في جامعة ويلز.. بعد انتهاء البعثة كنت أزورها بمعدل مرتين في العام إما للسياحة وزيارة الأبناء أو لحضور المؤتمرات في تخصصي.. في هذه المرة زرتها للسياحة والعلاج كما يقول المثل المكي الشهير (حج وبيع سبح)، الجو بارد ومشمس على غير العادة في مثل هذه الأيام.

في هذه الأيام تجتاح جائحة كورونا وأخواتها العالم ومنها لندن بالتأكيد، أثر كل ذلك على ما كانت تشتهر به هذه المدينة العريقة من حركة ثقافية وتسويقية نتيجة هذه الجائحة.. عند وصولي لمطار هيثرو كانت الإجراءات ميسرة خاصة للقادمين بشهادات التطعيم ضد الجائحة، على أن يتم عمل مسحة لكل قادم للتأكد من عدم حمله للفيروس. من مشاهداتي وجدت أن الناس في المدينة قد وصلوا لدرجة الملل من الإجراءات الاحترازية من تباعد ولبس للكمامات وغيرها، أقل من 20%، ممن قابلتهم يلتزمون بالتعليمات الاحترازية..

كالعادة في كل زيارة لي للمدينة أبدأ بزيارة المكتبات والملفت أن أغلبها قامت بتغيير نشاطها نظراً لقلة الإقبال على القراءة الورقية، الوحيدة مكتبة الساقي في شارع -ويست بورن قروف- التي لا تزال تمارس نشاط بيع الكتب الورقية.. الإقبال على الأنشطة الثقافية -من سينما وعروض مسرحية ودار الأوبرا- لم تعد بذلك الزخم المعتاد نظراً لقلة عدد السياح من خارج بريطانيا.. قمت بزيارة لجامعة كلية لندن الجامعية للاطلاع على طريقة التدريس فيها بصحبة الصديق البروفسور (فيدلّي) عالم أمراض الفم والذي قام بالكشف عليّ، ذكر أن دراسة الطلبة في المواد التي تحتاج معامل ومختبرات تتم عادة بالطريقة التقليدية مقارنة بالمواد الأخرى التي عادة يُخير الطالب عندها بين الدراسة عن بعد أو الحضور إلى الجامعة.

أثناء وجودي داخل الحرم الجامعي كان عدد الحضور في حده الأدنى مقارنة بآخر زيارة لي قبل الجائحة.. أما المطاعم فإنها تستقبل زبائنها كالمعتاد بدون السؤال عن أخذ الجرعة من عدمها والوضع نفسه بالنسبة لوسائل النقل والمراكز التجارية.. وأخيراً زرت حديقة -الهايد بارك- الناس بالعشرات بعد أن كانوا بالآلاف.. اسأل السلامة للجميع.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store