Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

سجن ستانفورد وتجربة النزعات العدوانية

شذرات

A A
تجربة سجن ستانفورد عبارة عن محاكاة لبيئة السجون قام بها عالم النفس الأمريكي «فيليب»، والتجربة تحولت إلى فيلم تمَّ عرضه قبل أقل من عشر سنوات ونال رضا عدد كبير من الجمهور، في الوقت الذي أثار هذا الفيلم جدلاً واسعاً بين الناس لما يحدث بالفعل في السجون.

ماذا فعل «فيليب»؟

قام بتقسيم طلاب من جامعة ستانفورد إلى مجموعتين، المجموعة الأولى تُمثِّل دور السجَّانين، والأخرى مجموعة المساجين، وترك حرية التصرف للسجّانين باتخاذ ما يرونه مناسباً، وبدأت التجربة بأخذ الطلبة المساجين من بيوتهم مُقيدين من قبل الطلاب الذين قاموا بدور السجَّانين مرتدين ملابسَ الشرطة. ومما يُروى أن النتيجة كانت كارثية، وأثارت جدلاً أخلاقياً واسعاً في الأوساط العلمية.

ومما تجدر الإشارة إليه أن «فيليب» كان يراقب عبر شاشات المراقبة كيف أصبح الطلبة السجَّانون يتعاملون مع زملائهم المساجين بخشونة وعنف يصل إلى درجة التعذيب، في الوقت الذي يعلمون سلفاً بأن زملاءهم المساجين عُرفوا بأدبهم وتفوقهم الدراسي، وهو ما أوصلهم إلى هذه الجامعة الشهيرة، الأمر الذي استدعى إيقاف التجربة فوراً، وأصبحت هذه التجربة ضمن مراجع علم النفس الاجتماعي.

أما الدرس الذي يمكن أن يتعلمه المرء من هذه التجربة، أن السلطة المطلقة تُخرج أسوأ ما في النَّفس البشرية -والعياذ بالله-، في الوقت الذي يمكن القياس عليها في مواقف عديدة من حياتنا.

لقد أُوقفت هذه التجربة التي كانت مدتها 14 يوماً في اليوم السادس بسبب العنف الذي لاحظه الباحث، وكيف أن الحراس يتقمصون ويتفرعنون على زملائهم، رغم أنها مجرد تجربة! ويقال إن الجهات الأمنية المختصة تفاعلت مع ما أسفرت عنه تجربة ستانفورد، وكان هناك العديد من اللقاءات والتشريعات التي صدرت بعدها لاستدراك الأخطاء البشرية والنزعات الشريرة ووضع اللوائح والتنظيمات التي تضمن حقوق السجين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store