Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

لندن تحت الجائحة!! (2)

A A
استكمالاً لمقالي السابق بعنوان -لندن تحت الجائحة- كنت يوم أمس في زيارة لأكبر المراكز التجارية المشهورة في منطقة -شبرد بو- الشهيرة برفقة أحد الأصدقاء، المركز يعج بالمتسوقين وإن لم يكن كالسابق بسبب الوباء، أغلب المقاهي مقفلة وحتى المطاعم التي تنتشر خارج المركز من إيطالية وهندية ومكسيكية وغيرها قد تم قفلها نظراً للأعداد القليلة من المتسوقين.. والغريب أنه بحلول الساعة السادسة مساءً بدأ الناس بالمغادرة وبدأت المحلات بقفل أبوابها.

بالنسبة للمطاعم العربية المشهورة كالمطعم المغربي الشهير -ممومو- في الشارع المخفي المتفرع من شارع ريجنت الشهير والذي تحيطه المقاهي من كل جانب لم يعد داخل الخدمة.. بعض المطاعم العراقية والإيرانية موجودة لتقديم الخدمة للجاليات المقيمة في لندن.. الملفت أن الدفع الإلكتروني سيد الموقف فعند قيامك بشراء أي سلعة مهما كان ثمنها فعليك دفع قيمتها عن طريق الدفع الإلكتروني وليس بالعملة الورقية..

والظاهر أن العملات الورقية والمعدنية سوف تختفي تماماً من الأسواق العالمية حسب قول مدير البنك الذي أتعامل معه في لندن منذ أعوام. من الأشياء الجميلة في لندن كثرة الحدائق وأماكن المشي، ويقع سكني بالقرب من حديقة سان جيمس القريبة من قصر باكنغهام الشهير والذي كان في الماضي يعج بالسواح خاصة عند وقت تغير الحرس الملكي.. يوم أمس تناولت طعام الإفطار في فندق دورشستر الشهير في منطقة -ماي فيلر- الشهيرة أمام حديقة الهايد بارك، في العادة يجب أن تتصل مسبقاً لحجز مقعد لكثرة الزبائن من داخل وخارج الفندق غير أن هذه المرة لا يتعدى عدد المقاعد المستعملة أصابع اليد الواحدة.. والملفت كما ذكرت سابقاً درجة الملل التي وصل إليها أهل لندن بسبب الاحترازات الصحية لتجنب الإصابة بالفيروس، على الرغم أنه ليس هناك أحد عند مداخل المحال التجارية أو المطاعم يقوم بسؤال الزبون عن أخذه اللقاح. من التقاليد الشهيرة في بريطانيا شاهي المساء (Afternoon tea) وتقدمه بعض الفنادق المشهورة وكنت دائماً أفضل تناوله في فندق لانهجام الشهير -بالقرب من مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية- والذي تعتبر صالة الشاهي لديه الأولى في بريطانيا التي قامت بتقديم هذه الخدمة والتي كانت تقدم فقط للملكة في العصر الفيكتوري كما هو مدون في دفتر طلبات الزبائن.. عند ذهابي لتناول الشاهي وجدت أن عدد الرواد في حده الأدنى.. أما المقاهي التي تشتهر بها لندن والتي تعج بالرواد في مثل هذه الأيام فقد أقفلت أبوابها ولم يعد إلا القليل منها يعمل بطاقته السابقة.

الأسعار ومستوى المعيشة في حده المعقول، لم ألحظ أي زيادة عن تلك الأسعار قبل الجائحة.. أسأل الله السلامة للجميع.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store