Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سعود كاتب

هل تفقد خاصية «المقالات» تويتر أهم مزاياه ؟!

A A
تعتبر «السرعة» أحد أهم مزايا تويتر التي جذبتني إليه منذ بداية استخدامي له في إبريل 2009، بعد أن كان الفيسبوك هو الوسيلة المفضلة لدي.. ويتساءل كثير من المستخدمين حاليًا عما إذا كانت هذه الميزة في طريقها للتلاشي تدريجيًا نتيجة لخطوات التطوير المختلفة، والتي كان آخرها خاصية «المقالات» التي أعلنت تويتر أنها تخضع حاليًا للدراسة، وسوف تتيح للمستخدم نشر أفكاره في تغريدة مقالية واحدة طويلة؛ بدلاً من مجموعة تغريدات متسلسلة (ثريد).

وبنظرة سريعة على بعض أبرز خطوات التطوير التي شهدتها منصة تويتر منذ تأسيسها في شهر مارس 2006، نذكر قرار مضاعفة عدد الأحرف والرموز من 140 إلى 280، وإضافة خاصية المساحات الصوتية (spaces)، والتي شعر البعض -وأنا منهم- بالقلق منها في البداية، ليتضح لاحقاً أنها إضافات جيدة ومفيدة، وليس لها تأثيرات سلبية على خصائص تويتر المرغوبة، ومنها السرعة والتفاعل والآنية.

وبالنسبة لي كمستخدم، وككاتب رأي أيضاً، فإن خاصية «مقالات تويتر» تعتبر إضافة مفيدة حال اعتمادها، وذلك من عدة جوانب، فهي من ناحية تتيح لكاتب المقال نشر مقالاته الصحفية والترويج لها ومناقشتها مع الآخرين، كل ذلك تحت سقف واحد، صحيح أن ذلك متاحًا حاليًا من خلال وضع رابط المقال في التغريدة، ولكن هناك إيجابيات أخرى للخدمة منها:

1- إدراج المقال (أو الأفكار المراد نشرها) بكاملها كنص واحد مترابط متاح للقراءة على موقع تويتر ذي الشعبية العالية.

2- وسيلة إضافية لحماية المقال من الضياع فيما لو اختفى أرشيف الصحيفة الناشرة له، مثلما حدث مع أرشيف صحف الحياة والشرق والندوة وغيرها، والتي اختفت جميعها مع إغلاق تلك الصحف.

3- هذه الخاصية تعتبر إضافة جديدة للتكنولوجيا الرقمية التي أتاحت الفرصة للجميع لنشر أفكارهم ومقالاتهم؛ بعيداً عن احتكار ذلك لعدد محدد من الكتاب دون سواهم.

4- إمكانية تدعيم المقال بروابط إضافية ووسائط متعددة مثل الصور ولقطات الفيديو، وهي إحدى خصائص التكنولوجيا الرقمية عمومًا.

وبالرغم من أن آلية خاصية «مقالات تويتر» لا تزال غير واضحة حتى الآن، إلا أن السؤال الذي ينبغي أن تثيره هذه الخدمة لا يتعلق -في اعتقادي- بتأثيرها على تويتر نفسه، ولكن -وبشكل أهم- بتأثيرها (سلبًا وإيجابًا) على واقع ومستقبل المقالات الصحفية المتخصصة، والتحليلات ومقالات الرأي، بل وحتى افتتاحيات الصحف الرئيسة، والتي عُرفت جميعها لعقود بأنها أهم جواهر الصحافة المطبوعة، وأحد أهم أسس بناء الرأي العام في كثير من الدول.. وها هي يد شبكات التواصل الاجتماعي تمتد إليها، بعد أن امتدت سابقًا إلى «الأخبار» وأسبقية نشرها على مدار الساعة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store