Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. عبدالله السالم

المتاجرة بأطفال اللاجئين بالسويد

A A
تزعم السويد باستعلاء بأنها رائدة في مجال حقوق الإنسان وحقوق الأطفال بالذات، ولكن هناك فرقاً كبيراً بين الواقع والشعارات. شهدت الأسابيع الماضية وقفات احتجاجية سلمية أمام البرلمان في ستوكهولم من قبل بعض المهاجرين العرب والمسلمين للاحتجاج على ممارسات مؤسسة الشؤون الاجتماعية (السوسيال) التي تخطف أطفالهم بذرائع واهية، ورددوا: (نريد أطفالنا، أطفالنا مش للبيع، أطفالنا ليسوا عبيداً).. وطالبوا الدولة السويدية برفع هذا الظلم الواقع عليهم.

وشاركهم بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بوسم: (أوقفوا خطف أطفالنا).. كما انضم لهم بعض السويديين المصدومين من هذه الممارسات غير الإنسانية.

والمشاهد لهذه الممارسات ومناشدات الاستغاثة لبعض الأطفال وذويهم على اليوتيوب يدرك مدى الظلم والمعاناة لدى هذه الأسر ومعظمهم من العرب والمسلمين. فمعظم هذه الأسر اللاجئة خرجوا من أوطانهم هرباً من الحروب والنزاعات العرقية والأحوال المعيشية السيئة أملاً في حياة أفضل، وانصدموا بتحطيم أحلامهم.

ولا تدرك السلطات السويدية الاختلافات الدينية والاجتماعية والثقافية بين البلدان التي أتى منها اللاجئون والمجتمع السويدي.. ولا يفهمون مدى ارتباط الوالدين بأبنائهم وقيمتهم الإنسانية لديهم.

وتستند هذه الممارسات إلى قانون قديم يقضي بأن الأسرة غير المؤهلة لتربية الأطفال يصبح أبناؤها تحت رعاية الدولة، ويمنحوا لدور الرعاية أو للأسر الحاضنة السويدية التي تقدم لها رواتب شهرية عالية.

إن هذه الممارسات غير الإنسانية تجاه الأطفال اللاجئين هي عمل مؤسسي.. وهناك تكاتف منظم بين السوسيال والشرطة والقضاء للوقوف في وجه الأسر التي تطالب باسترداد أبنائها.. ويتعرضون للتهديد بسحب إقاماتهم أو الطرد أو للمضايقات الواسعة والمماطلات الإدارية التي تجعل الآباء يدورون في حلقة مفرغة ويصابون باليأس، وكيف يعيش هؤلاء الآباء في هذا المجتمع وينعمون بالسلام وهو يشاهدون فلذات أكبادهم ينتزعون منهم بقوة القانون وبلا مواجهة معهم أو تدقيق عادل في الاتهامات؟.

وهل تفترض السوسيال أن الأسر الحاضنة ملائكة ولا تصدر عنهم أي أفعال مؤذية للأطفال كتلك التي سحبوا لأجلها من ذويهم؟ وماهي قنوات التظلم المتاحة لهؤلاء الأطفال؟ ولماذا يمنعون من الاتصال بذويهم داخل السويد وخارجها؟! ومن يحاسب موظفي بعض قيادات السوسيال التي تتهم بالاستغلال والتحرش الجنسي وافتعال الذرائع لانتزاع الأطفال وتسليمهم لبعض الأثرياء أو الأسر السويدية لتستفيد من المخصصات الشهرية العالية على حساب راحة الأطفال المقهورين؟ للأسف لا توجد رقابة على أفعال موظفي هذه الجهة وقياداتها وكأنهم فوق القانون.

وفي كل الأحوال فإن الأطفال هم ضحية هذه الوحشية، ويتعرضون لأشكال عديدة من الاستغلال والاستعباد، وطمس الهوية الأصلية وتغيير أسمائهم، وغسيل عقولهم، وزرع الإلحاد في نفوسهم وتحريضهم تجاه والديهم، وفرض اللغة السويدية عليهم، وبعضهم يلجأون للانتحار، وتدمير منظومة القيم لديهم وغير ذلك مما يطول شرحه.

Abdullahv7777@gmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store