نافذة : الحرية .. وأشياء أخرى

من الحقائق العلمية المعروفة أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش دون الماء والغذاء والهواء. هذا الثلاثي هو الركيزة الأساسية لحياة الإنسان منذ خلقه الله على الأرض.ومع امتداد الزمن واختلاف العصور أدخل الفلاسفة مبادئ جعلوا من بعضها الأساس لمقتضيات الحياة «الكريمة» للإنسان. قال بعضهم أن «الحرية قبل الخبز .. أحياناً». وترجمها الناس في بعض المسيرات في الشوارع في الأيام الخوالي في عبارات مثل: «نموت .. نموت .. ويحيا الوطن».لذا يبقي الوطن هو هاجس كل مواطن عربي مهما كانت انتماءاته .. فهو العامل المشترك الذي يجتمع عنده الجميع مهما اختلفت مشاربهم. فحتى لو لم يكن المواطنون متساوين في الحقوق والواجبات، أو حتى لو كان بعضهم «أكثر تساوِيا» من بعضهم الآخر، يظل الجميع متساوين بشكل أو بآخر أمام حبهم لاوطانهم . وحتى لو أعطي الوطن بعضهم .. ومنع البعض الآخر يحتفظ الجميع بنفس الحب لوطنه .. وفي النهاية يحمل الحب للوطن ومن أخذ منه .. ومن أعطاه سواء.ومهما فقد البعض .. بعض حقوق .. أو فقد بعض حرية .. أو فقد كل شيء .. فإنه يتمنى أن لا يفقد وطنه أي شىء .. لأن الوطن فوق الجميع.أن حرية الفرد .. وحرية المجتمع .. وبالتالي حرية الأوطان تتسامى فوق حياة الأفراد والجماعات نفسها. لكن يبقى في النهاية أي انتقاص لحرية الفرد هو انتقاص لحرية الوطن. لذا وضع لنا الفاروق عمر بن الخطاب القاعدة الأسمى لهذه الحرية عندما قال وهو يزجر أحد ولاته: متى استبعدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟!