Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

حراك جدة بين السلب والإيجاب

شذرات

A A
كتب الأستاذ أحمد حسن فتيحي مقالاً قبل ربع قرن بعنوان: (جدة المستقبل)، توقّع فيه أن تتطور مصانعها ومستشفياتها وفنادقها وأسواقها التجارية، وتوقّع أن يكون النصيب الأكبر للمناطق السياحية والمشاريع المؤثرة في هذا القطاع. لم يخطئ أبو الوليد في توقعاته باستثناء المستشفيات الحكومية التي لم تواكب أعداد السكان المتزايدة في جدة.

وتشهد هذه المدينة العريقة اهتمامات بالغة من كافة المسؤولين وأصحاب القرار ضمن الحراك التنموي والاقتصادي الذي تشهده البلاد.

السيل العظيم الذي داهم جدة وحصد بعض الأرواح، ويعده العقلاء ضمن الكوارث الطبيعية، إلَّا أنه ترك جروحاً بالغة في نفوس العاملين في كافة القطاعات ونزع الثقة في بعضهم مما جعل حركتهم بطيئة يكتنفها الحذر الشديد، الأمر الذي ألقى بظلاله على التنمية.

ومع كل هذه الأسباب وغيرها، فلا يمكن تحميل مسؤوليات عقود من الزمن على المسؤولين الحاليين، ومع ذلك فإن الانتفاضة الإدارية التي تشهدها أمانة محافظة جدة ممثلة في معالي أمينها ورجاله قد رسمت الابتسامة وزرعت الأمل من خلال ما تمَّ تنفيذه من بناء وتعمير.

ويضاف إلى ذلك ما تشهده جدة من عزمها على محاربة العشوائيات فيها والتي قُدِّرت بـ64 من أحياء جدة سيتم إزالة أربعة وثلاثين منها قبل نهاية العام الميلادي الحالي ويتم وضع التصور الملائم لإعادة تخطيط الأحياء المتبقية..

وبالأمس تم افتتاح النفق والكبري الذي يخدم تقاطع شارع التحلية مع طريق المدينة بعد تنفيذه بأعلى معايير الجودة والجمال في آن واحد، وعمّا قريب سيُعلن عن افتتاح حديقة الأمير ماجد التي روعي في تنفيذها توفير العديد من مواقف السيارات ولمسات جمالية جاذبة لمرتاديها وممرات للمشاة ومساحات خضراء ومظلات ومقاعد من الجرانيت وأعمدة إنارة وكشافات، وكلها مراقبة بالكاميرات التلفزيونية المغلقة. ومن يتجوَّل في جدة يلمس ما تحقق من تحرير للحركة المرورية من خلال إنجاز 30 كبري ونفق، فضلاً عن الزيادة المضطردة في الحدائق.

وتتجه الأنظار لاستكمال تطوير ما يسمى بشاطئ الإسكندرية في أبحر الجنوبية وإنهاء ما تبقى من مشروع الفورمولا. وقد أعلن أمين جدة الأسبوع الماضي عن اعتمادات مالية جديدة تجاوزت ثلاثة مليارات ريال لاستكمال البنية التحتية في جدة وزيادة المساحات الخضراء فيها.

وفي الوقت الذي تشهد جدة حالياً تشييد ستة مستشفيات خاصة، ثلاثة منها على طريق الملك عبدالعزيز(شمالاً)، يحدونا الأمل بأن يتم استكمال بناء وتجهيز المستشفى التخصصي الذي يقع بجوار مدينة الملك عبدالله الرياضية والذي توقَّف العمل فيه منذ ثلاث سنوات، حيث يضيق المستشفى الحالي بأعداد المرضى والمحالين من مناطق أخرى.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store