Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عبدالله صادق دحلان

إجازات لها بعد اقتصادي

A A
بعد أكثر من عام على توقف الدراسة حضورياً واللجوء إلى التعليم عن بعد في معظم دول العالم للحد من انتشار فيروس كورونا، كانت عودة الدراسة في المملكة بنظام جديد ومختلف لما كان عليه طيلة السنوات السابقة، فقد أعلنت وزارة التعليم عن النظام الجديد الذي تم تطبيقه منذ بداية العام الدراسي الجاري حيث تم تقسيم العام الدراسي إلى 3 فصول دراسية خلال العام الدراسي الواحد واستحداث أنواع جديدة من الإجازات مثل إجازات منتصف الفصل الدراسي وإجازات نهاية الأسبوع المطولة حتى يتمكن الطالب من أخذ قسط مناسب من الراحة والقضاء على حالة الملل التي كانت تصيب الطلاب مع تراكم المواد الدراسية مما يجعلها فرصة لاستعادة نشاطهم وإعادة تركيزهم.

إن هذه التجربة الجديدة التي تغير من النمط التقليدي في نظام التعليم تتوافق مع العديد من أنظمة التعليم في معظم الدول المتقدمة، وستؤدي إلى تغيير في السلوك الاقتصادي مما يسهم في زيادة الانفاق داخلياً لأن كثرة الإجازات القصيرة ستزيد من رغبة الأسرة إلى السفر داخلياً والتنقل بين المدن واستكشاف مدن المملكة السياحية والثقافية والمشاركة في مختلف الأنشطة والفعاليات المتوفرة مما سيشجع على السياحة الداخلية في المملكة ويدعم عجلة الاقتصاد عوضاً عن الإجازات المحدودة الطويلة التي كانت الأسرة تسافر فيها إلى خارج المملكة.

وعلى مستوى الأسرة كانت تعاني من طول فترة إجازة نهاية العام وفراغ الأبناء وما يدور من ملل وصراعات بين أفراد الأسرة، فجاء هذا القرار يعالج وبشكل إيجابي هذه المشكلة وذلك بتقليل فترة الإجازة الطويلة مع بقاء إجازة نهاية العام إلى أسابيع محدودة وإجازات قصيرة متعددة خلال العام الدراسي.

ومن الجوانب الإيجابية الاقتصادية لتعدد الإجازات المدرسية القصيرة دفع حركة الاقتصاد المحلي وعلى وجه الخصوص المتعلق بالترفيه والسياحة والمطاعم والمقاهي والسينما وفنادق الدرجات الثالثة والثانية وغيرها من الأنشطة الرياضية ذات الطابع الاقتصادي، والأسواق ذات التخفيضات الموسمية. إن سياسة وزارة التعليم تجاه خارطة الإجازات خلال أيام السنة بدأت تعطي ثمارها على مختلف القطاعات الاجتماعية والأسرية والاقتصادية، وأخيراً سوف تساهم في تخفيض نسبة الإجازات خارج الوطن، وسوف توطن البلايين من الريالات للإنفاق داخل المملكة.

إن حرص الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان على تعليم أبنائنا الطلاب بشكل أفضل بما يتناسب مع رؤية المملكة المستقبلية 2030 ورفع مستوى التعليم لينافس مستوى التعليم في الدول المتقدمة سيعمل على خلق مجتمع واعٍ ومتعلم يسعى نحو مستقبل واعد لخدمة الوطن.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store