Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. عبدالله السالم

العمل المؤسسي لاستغلال الأطفال

A A
تحدثت في مقال الأسبوع الماضي عن الممارسات غير الإنسانية من مؤسسة الشؤون الاجتماعية (السوسيال) السويدية تجاه الأطفال اللاجئين حيث تخطفهم بذرائع واهية. ومن ضمن العقلاء الذين فضحوا هذه الممارسات البرلماني السويدي المعروف «أوكه سيفيدين» في كتابه «تجارة الأطفال المربحة» ولفت النظر إلى أنه يتم انتزاع حوالى 28 ألف طفل سنويًا من ذويهم بحجج واهية، وأن ممارسات السوسيال ضد بعض الأطفال تصل لحد استعبادهم وتشغيلهم في المزارع بلا أجر، أو بيعهم لمدمني الجنس من الأثرياء بطرق مبطنة. واستغلال بعض قيادات السوسيال لهم جنسياً وكذلك استخدامهم كفئران تجارب في الاختبارات الصيدلانية، ويتهم السويد بأنها تتاجر بالبشر وأنها من أكثر الدول فساداً.

إن بعض لقطات الفيديو على اليوتيوب مؤلمة وأنت تشاهد موظف السوسيال ومعه الشرطة السويدية تنتزع الأطفال أمام أعين والديهم وإخوانهم، وكأنهم ذئاب يهجمون على فريستهم، فأين الإنسانية والتحضر؟ وهل تعرض الأطفال لبعض أنواع التوبيخ من والديهم أو ظهورهم بملابس رثة يبرر مثل هذا التوحش ضد أسرهم؟ وكيف ينشأ هؤلاء الأطفال بعيدين عن الأمان والحنان الأسري؟ وهل نتوقع منهم أن يصبحوا علماء ومفكرين ومواطنين أسوياء مستقبلاً وهم يعيشون في الذل والهوان؟.

إن الآثار النفسية والاجتماعية السيئة لانتزاع الأطفال من أسرهم هي أشد سلبية من تلك الذرائع التي يُنتزعون بأسبابها منهم، وهؤلاء قنبلة موقوتة في هذا المجتمع وسينتقمون لمعاناتهم في يوم من الأيام.. وكيف سيعيشون حياة سوية بدون أمراض نفسية وعقلية وهم بعيدون عن ذويهم وأبسط عوامل الرعاية الإنسانية؟.

ولو تعرض أطفال سويديون لمثل هذه الممارسات في دولة عربية أو إسلامية، هل ستسكت السويد على ذلك؟ وهل ستسمح للشؤون الاجتماعية في تلك الدول المضيفة بانتزاع الأطفال من أسرهم ووضعهم في أماكن مجهولة، وقطع صلاتهم بذويهم، وتعريضهم للتبني وفرض لغة أخرى عليهم وتعريضهم لمشكلات إنسانية لا حصر لها؟!!. هل سيصبح ذلك مقبولاً لدى السويد؟.

السويد تعاني من نقص في السكان وفي المواليد الجدد، ولديها أراضٍ شاسعة غير مأهولة بالسكان، وتغطي هذا النقص بمثل هذه الممارسات ضد أطفال اللاجئين لسد احتياجاتها البشرية.

إن هذه القوانين الجائرة التي تشرعن هذه الممارسات غير الإنسانية ضد الأطفال بحاجة للتغيير لتراعي مصلحتهم العادلة.. كما يمكن إعادة تأهيل الأسر التي تصدر عنها أفعال مؤذية.

يجب تسليط الأضواء على هذا الوجه القبيح أمام العالم لينتبه المهاجرون للأخطار التي سيتعرضون لها في حياتهم بهذه الدولة باقي حياتهم. وأدعو عقلاء السويد لمشاهدة هذه الفيديوهات التي تروي معاناة بعض الأطفال وذويهم وأن يعبروا عن آرائهم بعقلانية ويطالبوا برفع الظلم. إن السويد التي تمارس دور الوصاية في مجال حقوق الإنسان على مجتمعات دول العالم الثالث يجب أن تعرف نفسها في مجال انتهاك حقوق الأطفال المهاجرين وتدمير آمالهم وآمال أسرهم وأنها تعيد البشرية إلى عصور الظلام والقهر والعبودية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store