Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الصوت والسوط !

أكثر ما يخيف النظام العربي – هذه الأيام – أن المواطن العربي البسيط كسر حاجز الخوف ... تخيّلوا : خوفنا هو أمانهم الوحيد !كان المواطن العربي – المغلوب على أمره – يخاف من ظله ..

A A

أكثر ما يخيف النظام العربي – هذه الأيام – أن المواطن العربي البسيط كسر حاجز الخوف ... تخيّلوا : خوفنا هو أمانهم الوحيد !كان المواطن العربي – المغلوب على أمره – يخاف من ظله ..لعل هذا الظل يعمل في أحد الأجهزة الأمنية !حتى أن الشعوب العربية أصبحت تبتكر الأمثال الفنتازية المرعبة – وصارت تؤمن بها – مثل ( الجدران لها أذان ) و مصطلحات مثل ( رموه وراء الشمس ) ! كأن من شروط ( هيبة ) الدولة العربية : رعب المواطن منها .أي دولة تلك التي تبني هيبتها ومجدها على خوف مواطنيها منها ؟!هل تستحق أن توصف بأنها : دولة عصرية ومتحضرة وحرة ؟!ألا يعلمون أن الدولة التي تحكم مجموعة من الجبناء هي في الأصل دولة جبانة ؟!..دولة تخاف من الداخل أكثر من خوفها من الخارج .. ولا تملك القدرة – أو الأدوات – لمجابهة الخارج أبدا ً .منذ نصف قرن والكثير من الدول العربية (تتحجج) بـ ( المعركة ) و ( العدو الصهيوني ) و ( الظرف التاريخي الدقيق ) ... وعلى الطرف الآخر : إسرائيل تعيش حياتها ، ويتطور اقتصادها ، وتصنع وتنتج وتصدر ، وتكبر ، وكل فترة تنتخب رئيسا ً جديدا ً ، ومواطنها يعيش بجنة الحرية ويستطيع أن يحاكم رؤساءه ويرسلهم إلى السجون عند أقل خطأ ، ولم يجد هذا المواطن من يتبجح بـ ( المعركة ) و ( الظرف التاريخي الدقيق ) وبقية الهلس الذي توزعه الأنظمة العربية على مواطنيها ! .. رغم أنها تواجه عدة دول في الخارج ، وفي الداخل تواجه نضال الشعب الفلسطيني الذي يحاول أن ينتزع حقوقه المشروعة .في النهاية – كمحايد – أي نظام هذا الذي يستحق احترامك:هذا الذي يقاتل على عدة جبهات – وهو في الأصل كائن مشوّه – ورغم هذا لم ينس حقوق مواطنيه ؟.. أم تلك الأنظمة التي تتحجج بالمعركة ولا توجد أي معركة منذ أربعة عقود ، وتكتم ( صوت ) المواطن .. لأنه ( لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ) ؟!ستصل إلى نتيجة : إلى أن الدولة القوية الحرة هي تلك التي تحكم مواطنين أقوياء وأحرارا ..أما دولة العبيد ، فلم – ولن – تنتصر أبدا ً !alrotayyan@gmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store