Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

من تبوك إلى الدِّيسَة

في يوم الثلاثاء 17/4/1432هـ شاركت مع الزميلين الفاضلين د. صالح الزهراني ود.

A A

في يوم الثلاثاء 17/4/1432هـ شاركت مع الزميلين الفاضلين د. صالح الزهراني ود. محمد أبوساق في ندوة بعنوان: (الوحدة الوطنية من المنظور الفكري) بدعوة من نادي تبوك الأدبي، وقد شارك في الحوار جمهور راق من مواطني تبوك، وكانت مشاركات تدل على ثقافة ووعي، فضلاً عن أن الجمهور مَثَّل كل مناطق المملكة مما جعل الوحدة الوطنية مثالاً شاخصاً أمامنا، ولولا ضيق المساحة لذكرت ما لقيناه من فضلاء تبوك من حفاوة وكرم، من أسعف الوقت في الاستجابة له ومن لم يسعف.تبوك ارتبطت إسلامياً بغزوة تبوك التي أعطت المسلمين على مدى التاريخ دروساً في العبر التاريخية، فقد كان المسلمون في عُسْرة وضيق مالي فجهز عثمان بن عفان رضي الله عنه الجيش حتى سمي بجيش العسرة، وكان المسلمون فقراء حفاة حتى لبسوا الرِّقاع للتوقي من الرمضاء فسميت غزوة ذات الرقاع، وتخلف بعض الصحابة عن الغزوة فنزل قرآن يتلى في توبتهم، وأخافت العدو الخارجي الذي كان يتربص شراً بالإسلام وأهله، إنها دروس وعبر كثيرة في الماضي وفي المستقبل.تبوك ذات الشوارع الفسيحة خارج المدينة القديمة، وفي مدينتها القديمة مسجد التوبة الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وقلعة تبوك الأثرية، ومحطة سكة حديد الحجاز، ومتحف الكناني وغيرها.في اليوم الثاني ذهبنا إلى وادي الدِّيسَة، ذلك الوادي العجيب في تكوينه الجغرافي، وهو يبعد عن تبوك حوالى (200) كم، دخلناه من أعلاه في طريق يتلوى كالثعبان، لكن يُحمد لوزارة النقل إنجاز هذا الطريق، وهو وادٍ ضيق المساحة بين شاطئيه فأحياناً قد لا تزيد عن الأمتار، وإن كان أسفله متسعاً، فيه المزارع والاستراحات، تحيط به صخور ملساء شاهقة، لو سال الوادي لما وجد من فيه عاصماً يعصمه من الماء، ومن هذه الصخور تصب ينابيع مياه دائمة لا تنقطع، وفيه نخيل قديمة مهملة الآن لا عناية بها، وفيه كثير من نبات البردي، وبطحاؤه بيضاء نظيفة، لا يعبرها إلا سيارات ذات دفع قوي، وتتشعب من الوادي شعاب كثيرة وصخوره ذات جمال غير أن القريب منها عَبث بها العابثون بالكتابات التي شوهت جمالها، ولولا جمال صوت النبع بخرير مياهه لما تأمل فيها زائر، وكم تمنينا وجود خدمة سياحية، منها سلالم كهربائية إلى أهالي الصخور.الديسة موقع سياحي جميل لو خدم سياحياً، فنظف نخله وبطحاؤه، وبنيت فيه منتجعات سياحية، وهذبت النباتات في واديه، وعني بالشعاب المتفرعة منه، ما أجمل الدِّيسَة، ولم يعكر صفونا سوى الطريق من أشواق إلى تبوك إنه طريق ضيق كثير الملفات والمرتفعات والمنخفضات مع سوء قيادة بعض السائقين الذين يتجاوزون في الأماكن الخطرة، فعسى وزارة النقل تسعى على أن يكون طريقين.فاكس: 012311053Ibn_jammal@hotmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store