Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. عبدالله السالم

الوحش أرحم من موظف ظالم!!

A A
مر الحكيم الصيني «كونفوشيوس» على قرية ومعه مجموعة من طلابه، ووجدوا امرأةً تنوح نواحاً حزيناً، فسألها: لِمَ تبكين؟، قالت: أنا أبكي على شاهدِ قبر أبي، الذي افترسه الوحش.. وفي العام الذي تلاه، مرَ الحكيم على نفس القرية، وشاهد نفس المرأة تنوح في المكان ذاته بحزن، وسألها: لِمَ البكاء هذه المرة؟، فقالت: أبكي زوجي الذي افترسه الوحش!، وفي العام الذي تلاه، رأى الحكيم وطلابه المرأة ذاتها تنوح في المكان نفسه، فسألها: لِمَ تنوحين هذه المرّة؟، فأجابت وقد خنقتها العبرات: أنا أبكي ولدي الذي افترسه الوحش، فرد عليها الحكيم: ولماذا لم تغادروا هذا المكان من أول ما هاجمكم الوحش؟، فأجابت: لأنه لا يوجد موظف ظالم هنا!!

فالتفت الحكيم لطلابه قائلاً: سجلوا في ملاحظاتكم: «الوحش أرحم من موظف جائر»!

والموظف في العهود الصينية القديمة كان بمثابة إقطاعي وسيد يطاع.. وبعض الموظفين يتمادون في ظلمهم للناس، وافتراس كرامتهم وهدر حقوقهم، فيصبحوا أشد خطورة من الوحوش المفترسة (بتصرف عن: الحياة في 6/9/2009م، ص 10).

في محاكمة تاريخية لوزيرة الهجرة الدنماركية السابقة إنغر ستوبيرغ بخصوص وضع قوانين فصل الأزواج المهاجرين -تحت سن 18 عاماً- عن بعضهم ووضعهم في ملاجئي مختلفة وإن كان لديهم أطفالاً –وأغلبهم من سوريا والعراق- كما شملت قراراتها تجريدهم من أي ممتلكات كانت معهم مثل الذهب والنقود لكي يسهموا في تكلفة معيشتهم في الدنمارك.. واتهمت الوزيرة بانتهاكها للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان وتضليل اللجان البرلمانية، وتم الحكم بسجنها وفصلها من عملها.

أما في السويد فإن التعامل مع اللاجئين أسوأ مما يتخيله الإنسان، فإدارة الشؤون الاجتماعية (السوسيال) تعمل وفق منهجية تتكسب من وراء خطف الأطفال باسم القانون -وأغلبهم لأسر عربية ومسلمة- وتشرك في هذه التجارة البلديات، دور الرعاية، الأسر السويدية الحاضنة، شركات الحضانة، شركات الأدوية، الأثرياء الذين يشتهون الأطفال، ولا أستبعد أن تكون هناك شبكة خفية للاتجار بأعضاء الأطفال، ويصل أعداد هؤلاء الأطفال المخطوفين لحوالى 30 ألف سنوياً.

وكل هذه الجرائم تمارس بذريعة توفير رعاية اجتماعية أفضل للأطفال.

ولا توجد إحصائيات رسمية توثق أعدادهم، جنسياتهم، أعمارهم، أعداد من أعيد منهم لذويهم... إلخ. ولا توجد شفافية أو جهة رقابية تحاسب السوسيال وبعض موظفيها الفاسدين، فهم فوق القانون.

كما أن المستفيدين من وراء هذه التجارة يصبحون مدافعين عن السوسيال لكونهم يدافعون عن مكاسبهم الخاصة، والنتيجة هي تعرض الأطفال لأشكال عديدة من الاعتداءات النفسية والعقلية والجسدية وتزايد الكره والعنصرية وتشتيت الأسر الحالمة بالسلام والرفاهية، وتزايد الجرائم وحالات الاغتصاب والتحرش الجنسي، وتزايد حالات الانتحار لدى هؤلاء المقهورين.. وحتى هذه اللحظة فإن التعتيم والتضليل الإعلامي يغطي على هذه الانتهاكات في بلد تدعي بأنها بلد السعادة وحماية حقوق الطفل.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store