Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. علي آل شرمة

المجد عوفي.. إذ عوفيتَ والكرمُ

A A
بكثير من الحمد والامتنان، والارتياح والسعادة البالغة، استقبل السعوديون نبأ خروج مليكهم المحبوب وحادي ركبهم وقائد سفينتهم، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله وأطال في عمره- بعد الفحوصات الطبية التي أجراها الأسبوع الفائت في مستشفى الملك فيصل التخصصي، فارتفعت أكفّهم بالحمد لله وشكره على نعمه؛ أن كتب لكبيرهم الشفاء العاجل، وأسبغ عليه نعمة الصحة، وشمله برداء العافية، سائلين إياه أن يحفظه ويرعاه بعينهِ التي لا تغفل ولا تنام، وأن يُبقيه لبلاده وأمته والإنسانية جمعاء.

ومنذ أن أعلن الديوان الملكي نبأ خروج الملك من المستشفى، فقد ضجت وسائل التواصل الاجتماعي، وأظهر السعوديون محبتهم لوالدهم، وحادي ركبهم وقائد سفينتهم المظفرة، وتباروا في إظهار محبتهم له، وهي محبة نابعة من القلب، كيف لا وهو القائد الهمام الذي لم يترك فرصة لإسعاد شعبه إلا واستغلها بأفضل ما يكون، ولم يترك باباً يؤدي إلى نهضة هذه البلاد المباركة إلا وطرق عليه بعزمٍ من حديد، وإرادة لا تلين، فشهدت في عهده ما لم تشهده من قبل، وانتظمت في كل أرجائها نهضة شاملة، وتبوَّأت مكانة رفيعة.

من أكبر ما يُميِّز الملك سلمان – إضافة إلى صفاته وسجاياه العديدة – قربه من شعبه، وحرصه على مصالحه، واهتمامه بكافة شؤونه، وهو ما أظهره منذ مبايعته قائداً لهذه البلاد المظفرة، فهو الذي يُبادر بتفقد أحوال رعيته، وأصدر أوامره الواضحة لكافة أمراء المناطق والمسؤولين باعتماد سياسة الباب المفتوح، وبذل كل ما يحتاجه المواطن، وتوفير احتياجاته الرئيسة، ولم يتردد في معاقبة كل مقصر أو متوانِ أو متقاعس، مما أكسبه محبة فريدة ومكانة متميزة وسط قلوب أبنائه ورعيته.

ومن الصفات التي تجعله قريباً إلى قلوب أبناء شعبه وأمته؛ عفويته الصادقة، وتمسّكه بإقرار العدل، وحرصه على لمِّ الشمل، وإعراضه عن كل ما يتسبب في الفرقة والشتات والتشرذم، وميلهِ إلى الرحمة والعطف، لذلك يجد الاحترام والتقدير في كل المحافل الإقليمية والدولية، ويستمع إلى نصائحه وحديثه جميع القادة والزعماء، لأنه حديث معتق بالخبرة ومليء بالحكمة، ولكل ذلك لم يكن غريباً أن تطلق عليه كثير من الأوصاف التي تليق به، مثل كبير العرب وقائد الأمة وحادي الركب.

لم تقتصر عناية الملك سلمان بالسعوديين فقط، بل إن أياديه البيضاء امتدت لتشمل المسلمين والمحتاجين في كافة بقاع الأرض، بعيداً عن أي اعتبارات أو حسابات دينية أو سياسية أو مذهبية، ولا أدل على ذلك من إنشائه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي قدَّم في سنواتٍ قلائل مساعدات ضخمة، شملت ما يزيد على 119 دولة في مختلف أنحاء العالم، وبات في زمن وجيز في طليعة المؤسسات الخيرية في العالم أجمع، بشهادةِ المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال، وفي مقدمتها الأمم المتحدة.

لذلك لم تقتصر تلك المشاعر الإيجابية العفوية على السعوديين فقط، بل شملت سائر العرب والمسلمين، الذين يُبادلونه حبًّا بحب، ومودة بمثلها، ويكنّون له تقديراً لا نظير له، عطفاً على أياديه البيضاء الطاهرة، ومواقفه الواضحة، وسعيهِ إلى وحدة الأمة، وما يجمع صفوفها، والوقوف مع شعوبها عند المحن والأزمات، لذلك منذ أن أعلن الديوان الملكي نبأ خروجه من المستشفى، تسابق زعماء الأمة وقادتها للاطمئنان عليه، وتبارى المواطنون في الدعاء له بالشفاء والصحة والعافية.

ومن الأهمية أن نشير إلى أن الملك سلمان عُرِفَ بتلك الصفات النبيلة، واشتهر بأعمال البر وحب الخير منذ سنوات عديدة، حتى قبل مبايعته ملكاً، فقد نشأ على ذلك منذ نعومة أظافره، فهو سليل عائلة يجري حب الخير في دماء أفرادها مجرى الدم، ويتسابق أفرادها على مكارم الأخلاق وكريم الصفات، كما أنه ابن هذه البلاد الطاهرة التي أكرمها الله باحتضان حرميه الشريفين، ومهبط رسالته للبشرية قاطبة، فاشتهر أبناؤها بحرصهم على الصفات العربية الأصيلة، مثل الشهامة والنخوة، وتمسَّكوا بالأخلاق الإسلامية الفاضلة، مثل حب الخير والكرم.

في هذه الايام المباركة، ونحن نستشرف شهر رمضان المبارك، ونتأهب لموسم البركات والرحمة، فإننا نرفع أكفّنا بالدعاء لله العلي القدير؛ أن يشمل والد الجميع برحمته وعنايته، وأن يديم عليه رداء العافية، وأن يُتِم عليه نعمة الصحة التامة، وأن يُطيل في عمره، ويجعل الشفاء رفيقه، والتوفيق حليفه، وأن يحفظه لبلاده وأمته، عوناً ونبراساً وسنداً، إنه سميع مجيب.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store