Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

جامعات القرن 22

A A
تأملوا تواضع نبي الله موسى مع معلمه الخضر عليهما السلام، كما قص القرآن الكريم علينا في سورة الكهف: قال «ستجدني إن شاء الله صابراً ولا أعصي لك أمراً».. وهكذا أوصانا الإسلام بحفظ جميل المعلم.. من أجل ذلك، اتصلت هاتفياً بمشرفتي على الدكتوراه السيدة (سلفيا لوتكنز) طالبة عالم القرن (ديفيد لندلي)، وكم كنت سعيداً عندما وجدتها على الجانب الآخر من التلفون.. بعد السؤال عن الصحة والاستفسار وعن هوايتها في تسلق الجبال والتي كنت أشاركها في بعض الأوقات، ذكرت أن وضعها الحالي يسمح لها بالمشيء فقط.. بعدها كان سؤالي الأول: هل تم إعادة هيكلة المناهج في الجامعة لكي تتماشى مع عصر الانفجار المعرفي؟ قالت: نعم تم هيكلتها لدرجة أنها قالت لي، لو كنت طالباً الآن تحضر للدكتوراة لنفس العنوان السابق فإن منهج ومشروع البحث وخطته تختلف تمامًا عن تلك التي قمت بوضعها لك عندما كنت أحد طلابي قبل أكثر من ثلاثة عقود.

السؤال الثاني: ما هو الجديد في مشاريع الدراسات العليا؟ قالت: بدأ الطلب والتركيز على الدراسات العليا في الذكاء الاصطناعي والبرمجة والروبوتات وحتى في الطب لم يعد على نفس المنهج السابق، وزادت أن قالت هناك متطلبات تم إضافتها لأغلب التخصصات التي يمكن إعادة هيكلتها لتتماشى مع مناهج العصر، بمعنى أن متطلبات المواد الموجودة في السابق لم تعد واجب المرحلة.. هذا تماماً ما قام بعمله اليابانيون بعد هزيمتهم في الحرب العالمية الثانية عندما أرسلوا بعثاتهم لدراسة العلوم في الغرب والتي قسموها إلى ثلاثة أقسام، الأول الذي يتماشى معهم والثاني الذي يمكن تعديله ليتماشى مع أهدافهم والثالث الذي لا يمكن تعديله والاستفادة منه تركوه وهذا كان سبب تفوق اليابان في كثير من العلوم.

السؤال الثالث: ماذا عن الكادر الأكاديمي الحالي؟ قالت: إن الجامعة قامت بعمل دورات مكثفة لإعادة تأهيلهم مع الوضع الجديد إلا أن -والكلام لها- الكثير منهم قد تجاوز الخمسين من العمر وهم على نظام العقود ففضل البعض التقاعد وتم تأهيل الباقي، وزادت أن كثيراً من المواد وخاصة النظرية لم تعد ذات أهمية وتم تعديل محتوى البعض وإلغاء البعض الآخر مع وقف القبول فيها، مما شكل نوعاً من الجامعات التي تسمى الآن جامعات القرن الواحد والعشرين والتي ربما تختلف تمامًا في محتواها ومخرجاتها عن سابقاتها من الجامعات في القرون الثلاثة الماضية والتي لم يعد سوق العمل يحتاج مخرجاتها في التنمية.. وأخيراً كان السؤال: عن طلبة الجامعة قالت: 80% منهم دراسات عليا.

والسؤال المهم ونحن نعيش الرؤية (2030)، ماذا تم في جامعاتنا لتحقيقها، لأنها المحضن والمطبخ الذي يتم فيه إعداد مخرجات من يقومون بتحقيق أمل أمير الرؤية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store