وفي الواقع، توفر التقنيات الثورية إمكانات هائلة لتعزيز قدرات الطلاب وتوسيع مداركهم، بالإضافة إلى الارتقاء بمستويات الأداء من خلال اكتساب مهارات جديدة على مستوى جميع المجالات، ومن المتوقع أن تسهم هذه الأدوات التكيفية في تسهيل عمليات التعليم المخصص وتوفير فرص تعليمية شاملة وتقديم المزيد من الفرص والإمكانات لكل من الطلاب والمعلمين على حدٍ سواء، ومن المؤكد أن يؤدي التعاون مع القطاع الخاص- في ظل التطورات التي تشهدها تقنيات التعليم- إلى تسريع هذا المسار والاستفادة من الفوائد والميزات الشاملة لتحقيق رؤية 2030.
كما يوفر التعليم العالي فرصة لتعزيز المهارات الأساسية وإعداد الشباب لدخول سوق العمل بكل ثقة واستعداد، كما يمكن إثراء معارف الطلاب- من خلال التعاون مع جهات العمل- بمجموعة من المهارات والكفاءات التي تساعدهم على تلبية متطلبات سوق العمل المتغيرة والتكيف معها. وتشهد سوق العمل حاليًا طلبًا متزايدًا على مهارات التكيف وحل المشكلات؛ حيث يسهم التحول الرقمي في تعزيز توجهات الأتمتة والرؤى التنبؤية عبر القطاعات المختلفة، كما يتجلى الاهتمام على نحو متزايد في الارتقاء بمستويات الرفاهية، مع تسليط الضوء على أهمية إسعاد الموظفين لتعزيز الإنتاجية، وكذلك بالنسبة للطلاب، تعد الرفاهية إحدى المهارات التي يتعين التركيز عليها وتحسينها على نحو مستمر.
واشارت ان التحول الرقمي لعالمنا اليوم بحاجه زيادة خصوصا في التعلم المستمر؛ حيث ارتفع الطلب على توفير البرامج التعليمية القصيرة وزيادة عددها، ولتحقيق الفوائد الفاعلة من حيث التكلفة، يتعين الحرص على توفير فرص تعليمية في أماكن العمل وتخصيص مدة زمنية لها لضمان نجاحها. ويوفر التعلم المستمر تحولًا جذريًا في ممارسات التعلم، شريطة أن تتبناه الجامعات في أنظمة التعليم المرن وفرص التدريب الإضافية، لتعزيز مسارها التطوري، وتوفر بعض الجامعات في المملكة برامج تعليمية قصيرة للمهنيين، مثل: جامعة الأمير سلطان وجامعة الملك عبد العزيز ومعهد ينبع التقني وكلية ينبع الجامعية وغيرها من الجامعات الأخرى.