Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

د. القحطاني يفتح قلبه لـ«الأسبوعية»:أبعدوا عن نصوص تحمل «خربشة التأويلات»

د. القحطاني يفتح قلبه لـ«الأسبوعية»:أبعدوا عن نصوص تحمل «خربشة التأويلات»

A A
نحن أمام شخصية فذة متعددة المواهب، شخصية اعتبارية ثقافيا واجتماعيا وعلميا وأكاديميا وإداريا أيضا، هو مثقف سعودي بارز معروف محليا وعربيا يؤمن بأن الكتاب أيا كان ورقيا أو إلكترونيا يأتي عبر المكان المفتوح لينعم قارؤه بمادته الجيدة، وهو يرى أن المثقين باتوا يهربون من الجديد الذي يحمل طلاسم أو عجمة تستعصي على الفهم، وهو ينصح بالبعد عن النصوص التي تحمل «خربشة التأويل». اختيار ضيفنا الكبير للحوار لا يأتي من فراغ بل يأتي بكل حواس من يجلس معه على مائدة الحوار، فهو أديب ومفكر وناقد معروف محليا وعربيا فضلا عما كل ماسبق، إلا أن له جوانب خفية قد لا يعرفها البعض.. عندما حاورته في إنسانيته، وكالعادة غلبني، نعم أعترف أني صارعتُ بأسئلتي بحارًا هادرة في قلم فاخر وغالٍ جدًا جدًا.. حاولت أن أراوغ من هنا ومن هناك وفي كل سؤال مني، كان يهزمني ضيفنا بحسن أخلاقه ومكانته الاجتماعية المرموقة والمتواضعة في آنٍ واحدة. سأترك لكم الحكم لسبر كل هذه الأغوار عن الأستاذ الدكتور عبدالمحسن بن فراج القحطاني صاحب «الأسبوعية الثقافية» فإلى نص الحوار:

* الأدب همسة روح تصل الغمام لتنتظر الهطول، فهل الإمساك به كالقابض على جمرة؟

-الماسك في همسة الأدب يمسك روحا تتقّد وإبداعا يفتقد، وإنتاجا يثري، وعملا يغري فيه ينتشي ويفرح، وليس كالقابض على جمرة.

هزيمة شروط النشر

*انفتاح النوافذ والبوابات هزم شروط النشر .. مَنْ يضبط الإيقاع المنفلت؟ وكيف؟

- هو يحمل شيئا من التعرجات، فالساحة تسع الجميع والهواء النقي عليه أن يأتينا من الأبواب والنوافذ، والمكان المفتوح وهو الكتاب المنشور يأتيك عبر الورق المحسوس يدخل عليك من الباب والنافذة كما تقول المهم أن يكون كتابا خضع للشروط العلمية، أو إبداعا أبدعه موهوب، كل الحالات في صالح المتعة والمعرفة والعلم.

سيطرة اللحظة

- من يسيطر عليك لحظة الكتابة؟

الرقيب .. الناقد .. أم جمهور المعجبين .. ولم؟

لحظة الكتابة لا يسيطر عليها إلا رقيبك أنت، لأنها نتاج عقلية خاصة بك، لا يملكها غيرك، بيد أنك بعد ما تكتب ربما تفكر لمن كتبت، أنا مسودتي هي ما يراها القارئ أتركها بولادتها الطبيعية، وهي الأجمل، فما أعرف أنني حذفت كثيرا ربما كلمة أو كلمتين وتغييرها بما أراه أنسب.

بين نقيضين

-في ظل التباين بين نقيضين القديم والحداثي كيف نستطيع الإمساك بطرفيها؟

ومن صنع التباين أو التناقض هو نحن وليس غيرنا، أخي العزيز الذي يريد أن يبني معرفة تستمر وعلما يزيد عليه ألا يقرّب علما ويميت آخر.

منذ القدم وعلماؤنا ومبدعونا يضيفون إلى المنجز منجزا جديدا يتكئ بعضهما على بعض، ولا يلغي بعضهما بعضا، أما أن تعتبر القديم لاحاجة منه أو له، والجديد هو المنقذ فهذا عبث بالعلم، أوتعتبر الجديد طارئا وليس لنا فهذا توقف عن المزيد واقتناص المفيد، كل يحمل سلبيات علينا أن نبتعد عنها ونتتبع الإيجابيات وبذا تكون النظرة عقلانية والتعامل مع العلم والمعرفة والإبداع على مذهب (الحكمة ضالًة المؤمن أنّى وجدها).

ماحدث بين الطرفين استخفاف بالجمهور والقراء؛ لأن نفرًا ممن يدعي التجديد يلغي ما أنجزه على أنه جاء بشيء أحدث منه، ولو فهرست أفكاره لوجدت أنها تتضارب مع بعضها ولاتستقيم مع بعض.

ولذا نرى من يبني علما راسخا يظل يلهث ويضيف ولا يلغي إلا إذا ركب موجة لم يهضمها أو يفهمها جيدا، سريعا ما يغادرها إلى غيرها، والمثقفون بحسهم الإدراكي وربطهم للقضايا بعضها مع بعض أصبح لهم موقف من ذلك كله، وبدأوا يفحصون الكتابات بجدية وعقلانية يفرحون بالجديد الإيجابي الملموس ويهربون من الجديد الذي يحمل طلاسما أوعُجمة ولايفيد البحث العلمي الجاد ولا برفد الإبداع.

التسامح مع الآخر

* التسامح مع الآخر اختلاف، والتضاد بينهما تصالح، متى نمسك خطام المحبة ونسرحه بالجمال؟

-يا أخي ما دخل الاختلاف بالتسامح؟ الاختلاف أساسا في الكون لابد أن نختلف في البصمة والشكل والرغبات وكما يقال الاختلاف رحمة، التسامح حين يكون عدم ودّ وعدم قبول هنا يأتي التسامح وعند الضغينة يأتي التصالح، أما الاختلاف فهو للتكامل، أحتاج صفات فيك تختلف فيها عني، وتحتاج أيضا صفات فيّ أختلف فيها عنك، فكل اختلاف تكامل، ومفهوم الاختلاف الشعبي هو ما يوقعنا لهذا المفهوم المقيت، ولعلك اطلعت على مقالتي عن الاختلاف وهومطبوع في كتابي (الاختلاف والازدواجية) تحدثت فيه عن الاختلاف والخلاف وكيف خلط بينهما كثير من الباحثين، لا نجفل من الاختلاف بل نفرح به فهو موطن احتياج بعضنا لبعض.

سلاسل الرقيب

-متى نرى الثقافة غير مقبوض عليها بسلاسل الرقيب؟

وأنت تكتب هل منعك أحد أنت رقيب نفسك كن مبدعا ولن يقربك الرقيب ولانقلق منه إذا قلقنا فلن نعمل شيئا، صحيح أن الرقيب قد لا يرقى لفكرالكاتب أو المبدع وهو يدور في فلك رُسم له، وعلينا أن نبتعد عن نصوص تحمل خربشة التأويلات حتى البعيدة منها، وإذا أخذنا بقول (مقتل الرجل بين فكيه) أو (لسانك حصانك إن صنته صانك) فعلى المرء أن يكتب ما يريد ويبدع ما أفاء الله به عليه، أنا معك أن المؤسسات المعنية بالرقابة عليها أن توسّع مساحة القبول بما لا يمس خطوطا تربك الكاتب، وهي متعددة سياسية اجتماعية شخصية، عنصرية، لأن ذلك ليس له دخل بالحرية، الشأن الاجتماعي الباني والواعد مطلوب من الكاتب أن يدخل مضماره، والإبداع غير المسف يفرح به القارئ ويتلذذ به، وأنت تكتب كن رقيبا على نفسك وكفى.

الحب مشاعر

* هل الحب ثقافة أم مشاعر؟

-الحب مشاعر وإحساس له تعريفات كثيرة، العشق، الهيام، الشغف، الكلف، النجوى، الصبوة، الهوى وهكذا، وليس للثقافة سلطة على الحب، بل إن الحب يلغي كل ذلك، ولن أتطرق لأنواع الحب: حب الله، حب الرسول، الحب في الله، حب الوالدين، حب الأسرة، حب الأصدقاء حتى حب الحيوان.

ولكن كلمة «الحب» تجنح دوما لحب الحبيب زوجة أو عشيقة، وهو ما ضرب عليه الشعراء فتأنقوا فيه، وما خبره الفلاسفة فتناولوه تعريفا وتوصيفا، وعودة على سؤالك فهو مشاعر جيّاشة وإحساس فيه متعة وألم.

أصابع وثرثرة

*الأجهزة الذكية علمت الأصابع «الثرثرة» فمتى نعيد لأسماعنا الرصانة والأدب الرفيع ؟

-الأجهزة الذكية مثل «جراب الكردي» كل شيء فيه، وعلينا أن نحسن التعامل معها ونستغلها الاستغلال الأمثل، قرّبت المعلومة التي تساعدك أن تنجزعملا رصينا ومتينا هذا ما يخص المعلومات، أما ما يرد فيها من إشاعات وأقوال لا يتثبّت أصحابها من صحتها، فعلينا أن نكون حذرين، التوازن في التعامل معها وتسخيرها للعلم والمعرفة، لكي ننتج عملا جيدا يرقى الى الإبداع، دع القلق وأقطف الإيجابيات.

ثقافة الشارع

*هل النهل لفلذات أكبادنا من الشارع ثقافة؟ وكيف ننمي فيهم لحظة الإبداع؟

- كل مكان لمن أراد أن يتعلم منه وجد شيئا يزيد من معرفته إيجابا أو سلبا، الشارع بمفهومه الشعبي صحيح أن فيه هنات، بيد أن الشارع بمفهومه الحياتي يفيد ومن انكفأ على نفسه ولم يتصل بالناس في الشارع وبقية الأمكنة فسيظل حبيس نفسه، الآن من عاش مع أصحابه وأهله وناسه يجنبه الإدمان على البرامج غيرالنافعة في الأجهزة الذكية، لنكن متوازنين مع كل ذلك لا إفراط ولاتفريط.

الكتـب:

منصور بن إسماعيل الفقيه (ت 306هـ) حياته وشعره، طبع مرتين – الحضارة مصر 1399هـ – دار القلم – بيروت – 1402هـ

بين معيارية العروض وإيقاعية الشعر مطبوعات نادي جدة الأدبي

القوافي للإربلي – دراسة توثيق الثقافة – مصر

شعراء جيل – سرحان . عرب . مدني مطبوعات نادي جدة الأدبي الثقافي الاختلاف والازدواجية.

الشهادات والميداليات:

مجموعة شهادات تقدير ودروع وميداليات من جامعة الملك عبدالعزيز من مديريها د. عبدالله نصيف، د. رضا عبيد، د. أسامة شبكشي

شهادة تقدير من كلية الآداب – جامعة الكويت

شهادة أبرز محكم لعام 2001 – 2002 من المجلة العربية للعلوم الإنسانية – الكويت

درع من جامعة البحرين

درع من جامعة المنيا – جمهورية مصر العربية

مجموعة دروع وميداليات من الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة المعارف ووزارة الدفاع

درع من جمعية لسان العرب بمصر 2008م

درع من جمعية لسان العرب بمصر 2009

رئيس نادي جدة الأدبي الثقافي سابقا

حكم ترقيات علمية أيضا في جامعة القصيم وجامعة الملك فيصل بالأحساء

له من البحوث / ثقافة الاستفهام- فلسفة السؤال- «ومن الأعراب من يؤمن بالله».

نبذة عن الضيف

الأستاذ الدكتور عبدالمحسن فراج القحطاني

الوظيفة: أستاذ في جامعة الملك عبدالعزيز – كلية الآداب والعلوم الإنسانية

المؤهلات العلمية: - دكتوراة في الأدب والنقد – جامعة الأزهر – مارس 1979م

درس اللغة الإنجليزية في إكستر ببريطانيا

قضى سنة التفرغ الأولى 1987-1988 في THE UNIVERSITY OF TEXAS AUSTIN

وقضى سنة التفرغ الثانية في INDIANA UNIVERSITY OF BLOOMINGTON INDIANA عام 1996 – 1997 م

الأعمال الإداريـة:

رئيس قسم اللغة العربية 83 –1984م – 1403-1404هـ

وكيل كلية الآداب والعلوم الإنسانية 82 –1984م – 1402-1404هـ

عميـد شؤون الطـلاب 84 –1987م – 1404-1407هـ

عميد القبول والتسجيل 91 –1994م – 1411-1414هـ

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store