Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
صالح عبدالله المسلّم

غرائب في الحرمين

A A
من لا يزور «الحرمين الشريفين» لا يُدرك المعنى الحقيقي لماهية ونوعية وكمية الخدمات التي تُقدّمها المملكة العربية السعودية للمعتمرين والحجاج والزائرين؛ من مختلف أنحاء العالم، الذين يحملون الآلاف من الثقافات واللغات والتصرفات والسلوكيات المختلفة، ومع ذلك تتعامل معها السلطات السعودية والقائمون على خدمة الحرمين الشريفين بكل احترافية وبكل نزاهة وبكل خطط مدروسة، وتفانٍ وإخلاص، ونجاح مبهر.

من الغرائب التي لابد أن ننقلها للعالم، وأتمنـى أن تكون برنامجًا يوميًا، وعبر العديد من الوسائل بالعديد من اللغات، ما يحدث -على سبيل المثال- في رمضان، من تفطير الملايين من الصائمين، وقدرة القائمين على خدمة الحرمين الشريفين بالنظافة خلال ثوانٍ من الأذان والإقامة، ولا تجد أي (أثر) للفضلات وبقايا الطعام، أو أي أثر لكون الملايين قد أكلوا وشربوا في هذه المنطقة قبل دقائق من الآن.. حركة دؤوبة سريعة من قِبَل عُمَّال ومشرفين (مُدرَّبين) على العمل، مُحبّون له، تعلو وجوههم الابتسامة، فهم في أطهر بقعة من بقاع الأرض، ويؤدّون عملاً خالصاً لوجه الله، فرغم تعبهم، وتقاضيهم لرواتبهم التي يبعثون بها لأهلهم، فيسترزقون منها، إلا أن تفكيرهم في خدمة البيت، تفوق ذلك بمراحل، فينبهر القاصي والداني من عظمة الأعمال، وروعة الأداء، والتفاني والإخلاص من هؤلاء على مدار الـ(٢٤ ساعة). هنيئاً لنا بهذا الشرف الكبير في خدمة بيوت الله، وخدمة الزائرين والمعتمرين... وغيرهم من الداخل والخارج، والله سبحانه قيّض لهذه البيوت وهذه البقعة المباركة أُسرَة تخاف الله (آل سعود)، هذه الأسرة جعلت من شهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) شعارًا لها على علم بلادنا، وجعلت من خدمة بيوت الله والحرمين الشريفين نبراساً للعمل والتفاني، وما طباعة القرآن الكريم وتوزيعه (مجاناً) للعالم؛ إلا أكبر دليل على اهتمام «ولاة الأمر» بهذا الدين العظيم ونصرته، والتفاني في خدمة البيتين الشريفين وضيوف الرحمن.

حفظهم الله ونصرهم، وأيَّدهم، وأبعد عنهم الحُسَّاد والحاقدين والطامعين.. وأدام الله فضلهم، وجعلهم ذخراً لنا وللدين، وللأمة العربية والإسلامية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store