Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

اللقاء الإعلامي لرابطة العالم الإسلامي

A A
لاشك أن الإعلام هو الطائر الذي يتم من خلاله إيصال الرسائل، وعلى الرغم من أن كثيرًا من الجهات ذات رسائل وأنشطة وحضورًا محليًا وعالميًا إلا أنها تظل حبيسة نفسها ودوائرها التي تنشط فيها.

دعيت كغيري من الإعلاميين لحضور اللقاء الإعلامي لرابطة العالم الاسلامي يوم الأربعاء الماضي، لقد أظهر اللقاء جوانب متعددة من أنشطة الرابطة، أهمها نشاط الرابطة في الصحافة العالمية وكيف أن التواصل الإعلامي العالمي منح الرابطة إظهارًا كبيرًا لما عليه واقعها من أنشطة ووفقًا لما ذكر لي من الأستاذة سمية رضوان -المدير العام للشركات والعلاقات المؤسسية- إن التغطية للنشاط الإعلامي الخارجي لم يكن مقصورًا على اللغة الإنجليزية بل هو بعدة لغات، وإن لم يكن يظهر لي في العرض إلا التركيز على الصحافة العالمية باللغة الإنجليزية، ولعل ذلك موجود فعلاً لكن كان إظهاره في المعرض متواضعًا ولم يأخذ حظه باللغة الفرنسية والألمانية والإسبانية والصينية وغير ذلك من اللغات.

أما الجانب الثاني وهو يمثل الجانب العملي للرابطة وهو النشاط في النواحي الإنسانية في مساعدة الفقراء والأيتام وبناء العيادات الصحية والفصول الدراسية والتعليمية ولديها في هذا الجانب نشاط واسع، ومما أثرى هذا ووضحه فعلاً للإعلاميين هو الاتصال المباشر الذي تم مع بعض الطلاب على منصة التقديم حيًا على الهواء، ولعلي أقترح على الرابطة في هذا الجانب أن توجد منحًا للدراسة في جامعات المملكة لبعض الطلاب والطالبات في العالم الإسلامي سواء لمن أتم سنواته تحت رعاية دور الرعاية للأيتام أو غيرهم.

وكان من أبرز ما تم مشاهدته في المعرض كذلك هو لقاءات معالي أمين الرابطة محمد عبدالكريم العيسى مع القيادات في العديد من الدول وهذا النشاط يحسب لمعاليه فعلاً لأن من أهم عرى التوثيق هي تلك اللقاءات وعلى مستويات متعددة من القيادات الحكومية والدينية والمذهبية وكل ذلك يجعل هناك حسًا وحضورًا للمملكة العربية السعودية.

أما الحدث الأكبر الذي أعلنت عنه الرابطة وكان صداه كبيرًا وواسعًا ومتوافقًا مع المرحلة التي تعيشها أحداث العالم فهو الإعلان عن «وثيقة مكة» التي تتخذ من مفهوم الإنسانية هدفًا للتلاقي وأن يسود السلام وكل معاني الصداقة والتلاقي على الأرض بعيدًا عن العداوات أو تكريس العداء باسم الدين والمذهب «لكم دينكم ولي دين»، وأن يصحح عالميًا ما آلت إليه المفاهيم الخاطئة التي بثتها التوجهات الجهادية والثورات القتالية التي كانت تمثل الإرهاب في كل صوره محملة الإسلام تشوهات فكرية، فجاءت الوثيقة لتمحو ذلك التشوه ويحل محله تلاقي القلوب وأن الإسلام تسع مظلته بالتعاون والمحبة والصداقة جميع الديانات والمذاهب بعيدًا عن العداوات.

أما آخر ما رأيته في المعرض فكان ما يخص السيرة النبوية والاهتمام بها وبمعرضها في المدينة المنورة وتنقل معرضها ليوصل رسالة للعالم في كل ما يتعلق به عليه الصلاة والسلام، وأخيرًا كنت أتمنى ما دام هناك قسم للاهتمام بالكتاب والسنة أن تعطى مساحة في المعرض للتعبير عن الاهتمام بالعلم التجريبي وتجربة الأمة وريادتها به وأن يظهر لها ما تم توثيقه من قضايا المعجزات والإعجاز العلمي المحرر بالأدلة الشرعية والعلمية الكونية والطبية والبيولوجية وغيرها والذي تحمله مجلة الإعجاز العلمي ولقي إقبالاً كبيرًا وكان تنويريًا للربط بين ما جاء في الكتاب والسنة والعلم الحديث، إن الإعلام والتواصل الإعلامي ضرورة عصرية كما ذكرت ذلك في بداية المقال، فجزى الله من قام على ذلك خيرًا خاصة وأن الرابطة تحظى بدعم سخي وكبير من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله وحفظ علينا ديننا وأمننا وشعبنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store