نشر الملياردير «ايلون ماسك» على حسابه في تويتر، تغريدة تضمَّنت رسماً تعبيرياً للتغيُّرات التي طرأت على التوجُّهَات الفكرية في المجتمع الأمريكي، مستخدما لشرح تلك التغيُّرات وموقفه منها ثلاثة خطوط لأعوام 2008 و2012 و2021.. ويُمثِّل كل خط الامتداد الفكري بيمينه المحافظ ويساره الليبرالي، ووسطه.. ويقف فيه «ماسك» عام 2008 على مسافة قريبة من يسار نقطة الوسط.
وفي امتداد خط 2012 يشير الرسم إلى اندفاع الليبراليين بشكل سريع نحو أقصى اليسار، ورغم أن «ماسك» لم يُغيِّر كشخص أيًّا من مواقفه الفكرية، إلا أن هذا التطرف الليبرالي جعله يبدو وكأنه انتقل من يسار نقطة الوسط التي كان يقف بها؛ إلى يمين النقطة المحافظ.
هذا التطرف الليبرالي اليساري ممثلاً بتيار «اليقظة» woke -والذي تحدَّثت عنه في مقالٍ سابق- وصلت ممارساته الشاذة حداً جعله يبدو وكأنه مخلوق بخصائص مختلفة، يرى كثيراً من الليبراليين أنفسهم أنها لا تشبههم، وتختلف عن ملامحهم الأساسية ومواقفهم تجاه الجنس والعنصرية والثقافة وحرية التعبير، وغيرها.
اللافت بالنسبة لي في تغريدة «ماسك»، هو أنها شرحت ببساطة تلك التغيُّرات الحادة، حيث ينظر في الولايات المتحدة الأمريكية للاستقطاب الفكري عموماً باهتمامٍٍ كبير، ويُوليه الباحثون ومراكز استطلاع الرأي عناية قصوى، نظراً لتأثيراته المختلفة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية.
ويُعرف الاستقطاب الفكري بأنه «التباين بين طرفي النقيض في التوجهات الفكرية نحو أقصى اليمين المحافظ، وأقصى اليسار الليبرالي، وما بينهما»، وهو تعريف يحمل في مكنوناته بعض التوجُّس لدى الكثير من أفراد المجتمع السعودي. فكلمة محافظ -من ناحية- توحي بالتديُّن أو ما يُسمَّى «الالتزام»، في حين توحي كلمة مُتحرِّر بالانفتاح الفكري والثقافي. ونظراً لأن (أقصى) طرفي هذا الامتداد ارتبطا في أذهان الناس -من ناحية- بالتشدد الديني المتطرف، ومن ناحية أخرى بالانحلال الخلقي، وهما صفتان مذمومتان جداً اجتماعياً، فإن ذلك يمكن أن يكون دافعا للبعض لتجنب تصنيف أنفسهم فكريا.. وهذه الحساسية ربما تكون أحد الأسباب لعدم وجود دراسات وإحصاءات يمكن الاعتماد عليها حول واقع التوجُّهات الفكرية في المجتمع السعودي، بالرغم من أهمية تلك الدراسات.
وللتوضيح، فإن مجرد محاولتي لرسم صورة مُبسَّطة لخط التوجهات الفكرية في المجتمع السعودي، مماثلة لتلك التي رسمها «ماسك»، كان أمراً صعباً، نظراً للغياب التام للدراسات الموثوقة بهذا الخصوص.. وحتى نكون واقعيين، فإننا كمجتمع طبيعي لدينا جميع التصنيفات على ذلك الامتداد، من الوسط الى أقصى اليمين وإلى أقصى اليسار.. ومن المهم لنا أن ندرك أن الانفلات الراهن لتطرف اليسار ليس حكرا على أمريكا، وهو انفلات ضار وخطير علمتنا التجارب أنه سريع الانتشار والعدوى، وبالتالي فإن من الحكمة عدم تجاهله أو التهاون معه والانخداع بمسمياته الجذابة المختلفة.
وفي امتداد خط 2012 يشير الرسم إلى اندفاع الليبراليين بشكل سريع نحو أقصى اليسار، ورغم أن «ماسك» لم يُغيِّر كشخص أيًّا من مواقفه الفكرية، إلا أن هذا التطرف الليبرالي جعله يبدو وكأنه انتقل من يسار نقطة الوسط التي كان يقف بها؛ إلى يمين النقطة المحافظ.
هذا التطرف الليبرالي اليساري ممثلاً بتيار «اليقظة» woke -والذي تحدَّثت عنه في مقالٍ سابق- وصلت ممارساته الشاذة حداً جعله يبدو وكأنه مخلوق بخصائص مختلفة، يرى كثيراً من الليبراليين أنفسهم أنها لا تشبههم، وتختلف عن ملامحهم الأساسية ومواقفهم تجاه الجنس والعنصرية والثقافة وحرية التعبير، وغيرها.
اللافت بالنسبة لي في تغريدة «ماسك»، هو أنها شرحت ببساطة تلك التغيُّرات الحادة، حيث ينظر في الولايات المتحدة الأمريكية للاستقطاب الفكري عموماً باهتمامٍٍ كبير، ويُوليه الباحثون ومراكز استطلاع الرأي عناية قصوى، نظراً لتأثيراته المختلفة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية.
ويُعرف الاستقطاب الفكري بأنه «التباين بين طرفي النقيض في التوجهات الفكرية نحو أقصى اليمين المحافظ، وأقصى اليسار الليبرالي، وما بينهما»، وهو تعريف يحمل في مكنوناته بعض التوجُّس لدى الكثير من أفراد المجتمع السعودي. فكلمة محافظ -من ناحية- توحي بالتديُّن أو ما يُسمَّى «الالتزام»، في حين توحي كلمة مُتحرِّر بالانفتاح الفكري والثقافي. ونظراً لأن (أقصى) طرفي هذا الامتداد ارتبطا في أذهان الناس -من ناحية- بالتشدد الديني المتطرف، ومن ناحية أخرى بالانحلال الخلقي، وهما صفتان مذمومتان جداً اجتماعياً، فإن ذلك يمكن أن يكون دافعا للبعض لتجنب تصنيف أنفسهم فكريا.. وهذه الحساسية ربما تكون أحد الأسباب لعدم وجود دراسات وإحصاءات يمكن الاعتماد عليها حول واقع التوجُّهات الفكرية في المجتمع السعودي، بالرغم من أهمية تلك الدراسات.
وللتوضيح، فإن مجرد محاولتي لرسم صورة مُبسَّطة لخط التوجهات الفكرية في المجتمع السعودي، مماثلة لتلك التي رسمها «ماسك»، كان أمراً صعباً، نظراً للغياب التام للدراسات الموثوقة بهذا الخصوص.. وحتى نكون واقعيين، فإننا كمجتمع طبيعي لدينا جميع التصنيفات على ذلك الامتداد، من الوسط الى أقصى اليمين وإلى أقصى اليسار.. ومن المهم لنا أن ندرك أن الانفلات الراهن لتطرف اليسار ليس حكرا على أمريكا، وهو انفلات ضار وخطير علمتنا التجارب أنه سريع الانتشار والعدوى، وبالتالي فإن من الحكمة عدم تجاهله أو التهاون معه والانخداع بمسمياته الجذابة المختلفة.
