Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

العبث الأمريكي في مسار التاريخ!

A A
تواصل الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة زرع القلاقل والفتن والاضطرابات في معظم دول العالم، وإشاعة بأن حربًا عالمية ثالثة وشيكة، إِن لم تكن قد بدأت! ويستشهدون على (صواب ادِّعائهم) بإقبال الصين على تخزين كميَّات هائلة من مواد الغذاء والدواء، وعلى تحريض أمريكا دول حلف الناتو لإشاعة الرعب ممَّا هو قادم، وتزويدها بأسلحة فتَّاكة ليتقاتلوا بها نيابة عنها.

ولهذا الفعل الأمريكي، تقف روسيا الاتحاديَّة بالمرصاد.. ويعمل زعيمها على تعزيز قدرات بلده الدفاعيَّة لضمان أمن شعبه وأمانه ومَن حوله من الشعوب الرافضة لوصاية دولة من وراء البحار كلُّ همِّها إيقاد الفتن والتقاتل لما تجنيه من استدراج الدول للتوقيع على عقود شراء أسلحة فتَّاكة تنشِّط الاقتصاد الأمريكي الراكد، وتبقي عجلات مصانع السلاح دائرة بإنتاج متواصل لأدوات القتل والدمار الشامل. ولم لا! وهي دولة تعتزُّ بالإثم، لاعتقادها بأنَّها القوَّة الأُولى والأعظم في العالم بعد الحرب العالميَّة الثانية التي أنهتها بقصف هيروشيما وناغازاكي بقنبلتي ذُرِّيِّتين دمرتا المدينتين وقتلتا معظم سكَّانها، لتكتسب بذلك الخبرة والكفاءة في إفناء كلِّ معلم من معالم حضارة الإنسان خارج حدود دولتها.. وشعب الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة ينتمي إلى أقوام هاجروا من بلدانهم إلى أمريكا (العالم الجديد)، وتملَّكوا الأرض وما فوقها وما تحتها بالقتل والإجرام، آتين على حياة غالبيَّة سكَّانها العزَّل الأصليِّين، ومبقين أعدادًا قليلة منهم للتذكير بأنَّ يدهم الآثمة قادرة على النيل من القريب والبعيد.. وما على الآخرين إلَّا السمع والطاعة.

استمرَّت الحقب، وشهيَّتهم مفتوحة لمزيد من الخراب والدمار والقتل والإبادة في جميع البلدان التي وطأتها بجنود قوَّتهم العسكريَّة في آسيا وأوروبا ووسط القارة الأمريكيَّة وجنوبها.. أمَّا أبشعها عدوانيَّة وإجرامًا، فكانت حروبهم في كوريا وفيتنام، ومن بعد في العراق.. وها هم اليوم يوقدون لحرب مدمِّرة لا تبقي ولا تذر بتزويد تايبيه صنيعتهم في الشرق الأقصى بالمال والعتاد، ومشاركتها في مناورات عسكريَّة مشتركة في مضيق تايوان لإثارة حفيظة الصين، وجرِّها إلى صدام مسلَّح مع تايوان.. والآن تباعًا تزويد أوكرانيا بالمال والعتاد لمواجهة روسيا الاتحاديَّة.. الدولة التي يحاول قادتها الحدِّ من التوسُّع الأمريكي في أوروبا، وللحيلولة دون دخول أوكرانيا ودول أوروبيَّة أُخرى حلف الناتو التي تسيِّره أمريكا كما تشاء لإقلاق راحة الأوروبيِّين بشراء ضمائر بعض قاداتهم من ضعاف النفوس، وعديمي الإيمان بأنَّ الشعوب إذا ما استيقظت من سباتها، وسعت لاستعادة كرامتها، فلابدَّ أن يستجيب لها القدر.. مادام الأمر كما يكشفه الواقع، فلابدَّ لعقلاء العالم من ردٍّ حاسم لإفشال مخطَّطات أمريكا للسيطرة على العالم، وإلزامها الإنكفاء داخل قارَّتها لإراحة العالم من غرورها وعنجهيَّتها.. فعجلة مسار حتميَّة التاريخ قد تتوقَّف، لكنَّها لا ترجع القهقرى.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store