Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد الظفيري

أنا مُلحد.. غير سعودي!!

A A
«مُلحد، غير سعودي، جاهل، فاسق، ليبرالي، الله يلعنك»، هذا غيضٌ من فيضِ البذاءات التي تم توجيهها لي؛ بعد لقاء تلفزيوني تحدَّثت فيه عن أن الدولة لا يُمثِّلها مواطن أخطأ في الخارج. هو سائح وخطأه -إن وُجد- يُعاقب عليه في ذاك البلد، شيء غير منطقي أن يكون كل من سافر سائحاً هو ممثل لبلادنا، ويجب أن يُحاكم إذا أخطأ متى ما عاد!!.

ما هي الجريمة التي ارتكبتُها حتى أُواجِه كل هذا الجنون؛ من حساباتٍ وهمية في الأغلب، وقطيع يتبع هذه الحسابات؟!.

ما قاموا به من هستيريا الشتم الجماعي يُؤكِّد أننا بحاجة لاستمرار حملات التوعية بخطر التطرّف، أياً كان توجُّهه.

لقد مر علينا زمنٌ صعب، واجهنا فيه تياراً لاحق الناس في كل مكان، والآن وبعد أن أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - تدميرهم وفوراً، عادوا لنا بوجهٍٍ آخر، ينفثون سمومهم، ويُجيِّشون الحسابات الوهمية من أجل التشويش على الناس.

لا أحد يُدافع عن خطأ، ولا أحد يرغب أن تتحوَّل وسائل التواصل الاجتماعي إلى حاضنة للمتطرفين المُقنَّعين!.

هناك وسائل لتقديم البلاغات تحفظ للمجتمع خصوصيته، وللدولة هيبتها، أما تحويل تويتر إلى منصة لملاحقة الناس، فهذا باب شر يجب أن يُغلَق.

لقد رأيتُ حسابات لا يمكن أن يقف خلفها أُناس أسوياء، طعنوا في عرضي وديني، وكأنني عدو الله في الأرض!!.

الآن أُدرك جيداً أهمية استمرار ودعم الحملات الدعوية والتوعوية؛ التي تقوم بها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، والتي تُحذر من خطر الحزبيين الذين يريدون تدمير المُجتمع.

كلمة الوزير الدكتور عبداللطيف آل الشيخ لا زال صداها يتردَّد في داخلي عندما قال: «الاحتواء أن تُحَيِّدَ من لهم ماضٍ ضد الوطن، لا أن تُمكِّنهم، هؤلاء أفاعٍ متى ما أحسَّت بالدفء ستلدغ، واللدغة الثانية ستكون مدروسة».

خطر الحزبيين ما زال قائماً، والدليل تسللهم إلى وسائل التواصل الاجتماعي، والتسلق على قضايا مُحدَّدة، واللعب على وتر العاطفة الدينية للمواطنين، والتشكيك في قِيَم ومبادئ المجتمع.

هي حربٌ فكرية طويلة، يجب أن نستمر في خوضها إلى الأبد.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store