Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاتن محمد حسين

المسارات التجريبية لحافلات مكة

A A
‏تم إطلاق برنامج خدمة ضيوف الرحمن كأحد أهم برامج رؤية 2030م واعتماده من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -. ولكي يكون البرنامج محققاً للأهداف، أُنشِئَت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة كمُطوِّر أساسي للبني التحتية ‏في المنطقة، ومن أهم المشاريع التي تشرف عليها حالياً (حافلات مكة)، والذي بدأ بإطلاق أول رحلاته التجريبية في 15 /2 /2022م كمرحلة أولى، ثم المرحلة التجريبية الثانية في مطلع شهر رمضان المبارك، والآن في طور المرحلة التجريبية الثالثة.

وحقيقةً، أشكر الهيئة الملكية على هذا المشروع الجبار، الذي يعد من أهم مشاريع البنى التحتية لاستضافة 30 مليون معتمر وحاج، وتقديم خدمات ذات جودة عالية، وقد شمل المشروع التجريبي أحياء مُخصَّصة ونقلاً مجانياً. ونظراً لفتح باب العمرة؛ فقد توافد على مكة المكرمة مئات الآلاف من المعتمرين يومياً، وخضتُ بنفسي ‏تجربة حافلات مكة لأنني جزء من كيان هذا الوطن. فبالرغم من الأخبار الصحفية عن مشروع حافلات مكة، ‏إلا أنه لم يُعطَ حقه التوعوي لأفراد المجتمع؛ فمثلاً تقول الأخبار الصحفية: «المسارات ‏(7A- 12- 7- 6) تربط بين المنطقة المركزية وقطار الحرمين السريع وجامعة أم القرى ‏امتداداً لمنطقة البحيرات»، ولكن لم يُحدَّد لكل منطقة رقم الباص الخاص بها!! وذكرت الأخبار: «أن هناك جدول رحلات ثابتاً ومعتمداً»، فأين هذا الجدول؟، ‏لا يكفي لوضعه على الموقع في تويتر.. ‏بل ‏لابد أن يراه رجل الشارع، سواء وُضِعَ في كل محطة، أو عن طريق فيديوهات تعريفية لكل منطقة، يشمل اسم الحي، والمحطات، ورقم الحافلة وكيفية الوصول للحرم، ومن ثم العودة لنفس المحطة.

من خلال التجربة الشخصية من الرصيفة إلى جبل الكعبة، ثم المرور بعدة محطات، رأيتُ الناس ينتظرون الحافلة وهي مملوءة ولم تتوقف!! ‏ومرت في جزء من الرحلة على شارع أم القرى وهو مكتظ بالسيارات، وكذلك بالنسبة للتوقف لم يكن هناك محطة بالمعنى الصحيح في جبل الكعبة لاستقبال الأفواج وتوجيههم، بحيث تكون مزودة بتعليمات الدخول للمسجد الحرام والخروج منه من خلال إذاعة أو بروشورات. خاصةً أن المنطقة غير مكتملة من حيث رصف الطريق، وبالفعل عند العودة فوجئ قائد الحافلة بمجموعة تطلب التوقف في نهاية شارع أم القرى للنزول، لأنهم من التنعيم، وآخرين من النوارية.. وطبعاً رفض السائق، لأن من تعليمات الشركة عدم التوقف إلا في المحطات المحددة!!.

وكذلك عدم التوقف في الطريق أثناء العودة في محطات (36- 34- 32) بالرغم من البرمجة الصوتية في الإعلان عن المحطات، والتوقف فقط في محطة القطار؛ مما تطلَّب من المعتمرين أخذ سيارات أجرة للوصول إلى منازلهم، وبالتالي وصل سعر التكلفة إلى 100 ريال؛ وهذا فيه هدر كبير للجهد والوقت والمال، خاصة بالنسبة لكبار السن. كما لابد أن تكون الطاقة الاستيعابية للحافلات متكافئة مع العدد، حيث في الأيام الأخيرة لشهر رمضان كانت فترة الانتظار تزيد على ساعتين.

وقد استغربتُ مجانية المسارات التجريبية، والتي لو خصَّصت الشركة (ريال واحد)، لكان الدخل ملايين من الريالات تُنفق على المصاريف التشغيلية، وزيادة عدد الحافلات وبرامج أخرى.

‏فإذا أردنا تحقيق مبادرات برنامج خدمة ضيوف الرحمن، ومنها النقل، والتي لخَّصتها خارطة الوضع بدراسة (192 نقطة اتصال)، لابد أن تكون فترة الانتظار في المنافذ محدودة، ولا تزيد على (7- 10) دقائق، ‏وكذلك توفُّر المعلومات والإرشادات والتوعية العامة، وهذا لابد وأن يشمل جميع المنافذ ومراكز الفرز للمعتمرين والحجاج من الداخل أو الخارج. بل نتمنى أن تكون هناك ‏دراسة علمية تشمل توزيع استبانات على مرتادي الحافلات؛ عن مدى رضاهم عن النقل بالحافلات، ‏سواء من حيث الزمن المستغرق في الانتظار، أو المسافة من المحطة الرئيسة لمحطة الوصول للحرم، ‏وطريق العودة.. وغيرها، وذلك لتحسين التجربة وصناعة النقل ‏بصورة احترافية، خاصةً أننا مُقبلون على موسم حج تم تحديده (بمليون حاج)، ‏وستكون هذه المسارات وقطار الحرمين من أهم وسائل النقل بين مكة المكرمة، وجدة، والمدينة المنورة.

‏حتماً، حينما ينتهي طريق الملك عبدالعزيز (مسار)، سيكون هناك أيضاً المترو، الذي ينقل الحجاج بدقائق معدودة، وهذا ما تطمح له القيادة السعودية بتحقيق خدمات ذات جودة عالية، ومن المهم الربط بين هذه الوسائل باحترافية عالية لتحقيق أهداف الرحلة الإيمانية.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store