Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. محمد رشاد بن حسن مفتي

كلام في السياحة

A A
تتمتع المملكة بكنز هائل متنوع من التضاريس، تغري الزائر والسائح بالذهاب لها والتجول خلالها والاستمتاع بالتخييم فيها.

ولكن في البر، أنت بعيد عن المدن أو حتى أحيانًا القرى، لذا كان من أساسيات السياحة في البر للمسافر، هو الحرص على سلامته الشخصية، وكذلك نفس الشيء بالنسبة لمنظمي الرحلات السياحية، فعليهم أن يكونوا أكثر حرصًا على سلامة المسافرين معهم.. يجب أن يراعي منظمو الرحلات البرية السياحية، جوانب ضرورية بدون أن يلحظها السائح، ولكن سيشعر بها إن نقصت. من بعض أساسيات الرحلات البرية وخصوصًا لأغراض السياحة هي (أولاً) وقبل كل شيء، الإعداد المسبق لكل صغيرة أو كبيرة.. لا يمكن أن يترك كل شيء لآخر لحظة، فذلك يعتبر كارثة تنظيمية.

(ثانياً)، يجب قبل الذهاب لأي منطقة، أن يكون المنظم، خبيرًا بها عارفًا لدروبها واتجاهاتها.. ولهذا يلجأ الكثير للاستعانة بالعارف والمطلع بهذه المناطق وطرقها، ومن المكابرة وقلة الفهم، أو إنكار ذلك والعناد فيه، أو البخل في الصرف عليه، هو سوء إدارة.. لأن السبب واضح، لأن أي خطأ لو بسيط سيكون كارثيًا، لا سمح الله، للسائح والمنظم على حد سواء، وبالتبعية ستصل سمعة منظم مثل هذه الرحلات الى الحضيض، وسيتجنب السواح من العودة له مرة أخرى.

في المملكة هناك العديد من الفرص لمنظمي الرحلات، وخصوصًا أنه ستكون هناك رغبة عالية لدي فئات من السياح المغامرين من خارج المملكة وحتى داخلها، للتجول والسفر للبر، حيث الطبيعة الجميلة والمبهرة للمملكة ممتدة من جنوب المملكة وحتى شمالها، ومن شرقها لغربها.

أخيرًا، يغيب عن ذهن عدد من منظمي الرحلات للبر ضرورة أن يصطحبوا معهم مرشدين على دراية أساسية بطبيعة المناطق التي يزورها السائح، جيوغرافيًا وبيئيًا وتضاريسيًا (يطلق عليهم مرشدين للطبيعة).. هؤلاء المرشدون الطبيعون متخصصون ولديهم دراية أساسية بجيوغرافيا المملكة وأنظمتها البيئية وكذلك جيولوجيتها.. (وأظن أن هناك نقصًا كبيرًا لدينا في هذا المجال).

وسأضرب مثلاً لهذا النقص في الإرشاد الطبيعي في زيارة لي مؤخرًا للعلا، فقد دهشت من عدم معرفة أحد المرشدين معي (ولا يلام) لكونه مرشداً عاماً، ولا علم له ولم يدرب، ليكون ملمًا بنوعية الأشكال الصخرية في العلا وأنواعها وكيف أن هناك أنواعاً مختلفة من صخور قديمة جدًا تسمى صخور القاعدة، لصخور رسوبية بأشكال متعددة نحتتها الطبيعة والنبطيون، إلى تلك البركانية الأحدث عمرًا، والتي تقع فوق الصخور الرسوبية. ختامًا، تنظيم السياحة للبر تسبقه متطلبات لوجستية وتنظيمية، فهي لا تنظم فقط للوقوف على هذه المعالم والانبهار بجمالها.. وقد قيل (أعطِ القوس لباريها).

mrmoufti@gmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store