Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. عبدالله السالم

كيف يتم تحويل الأطفال الأحرار إلى عبيد؟!

A A
قال الله تعالى «ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا» الإسراء 70.

ذكر القرطبي في تفسير هذه الآية أن تكريم بني آدم يعني الشرف والفضل وهو كرم نفي النقصان لا كرم المال.. وهذه الكرامة يدخل فيها خلقهم على هذه الصورة الحسنة.. وما أنعم عليهم من فضله ورزقه.. وكرمهم بالعقل والنطق والتمييز وفضلهم على كثير من مخلوقاته.. وهناك عبارة في العدل والكرامة الإنسانية قالها عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل قرون «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟»، وأصبحت منهاجاً للمنظمات التي تعني بحقوق الإنسان والوقوف في وجه ظلمه وانتهاك انسانيته.

وهناك قولٌ لخطيب الثورة الفرنسية لافاييه: «يولد الرجل حراً ولا يجوز استعباده».

السويد تزعم أنها راعية لحقوق الإنسان وتشجع الهجرة إليها لاصطياد أطفال المهاجرين -أغلبهم من العرب والمسلمين- لتخطفهم الشؤون الاجتماعية «السوسيال» من أسرهم بذرائع مفبركة مثل (بلاغ قلق، تعرض الطفل للتعنيف، بلاغ من الجيران أو المدرسة أو من مجهول.. الخ)، فتأخذ الأطفال الأبرياء من مدارسهم التي ذهبوا إليها صباحاً للدراسة، ولا يعودون إلى أهاليهم في الأغلب لأنهم سلعة تتربح من ورائها منظومة استغلالية: السوسيال، البلديات، دور الرعاية، الأسر الحاضنة السويدية، شركات الأدوية...، وقد يباع بعضهم للأثرياء والمنحرفين بحيل قانونية فيستغلونهم.

فهناك قانون LVU لرعاية الشباب يشرع خطفهم قسرياً بشعار «افعل ما هو أفضل للأطفال»، وبموجبه يمكن استغلال الأطفال كسلعة للاتجار بالبشر من قبل البلديات السويدية التي تنفذ «ما هو أفضل للأطفال» بدون أن يؤخذ بعين الاعتبار إنسانيته واشتياقه لأمه وإخوانه وأسرته.. وهناك حوالى 28000 طفل يسحبون سنوياً.. وتكسب البلديات حوالي 40000 كرونة شهرياً عن كل طفل، يذهب معظمها إلى جيوب خاصة عبر دور الرعاية المسماة HVB، في حين أن نسبة ضئيلة من أموال دافعي الضرائب يستفيد منها الأطفال فعلياً.. والنظامان السابقان يشكلان تجارة كبيرة تبلغ عشرات المليارات سنوياً.. وطالب الكاتب أوفه سفيدن السويديين بالانتباه لهذا الظلم ومعرفة آثاره السيئة على سلامة المجتمع.

بعد خطف الأطفال قسرياً يصدم الأهالي بوضعهم لدى دور الرعاية أو الأسر الحاضنة لتبدأ عملية المتاجرة والاستعباد وتفريقهم عن أسرهم وإخوانهم في أماكن متباعدة لكيلا يتصلوا ببعضهم.

هنا تمر الأسرة «باضطراب ما بعد الصدمة» لأنهم لن يروا أبناءهم مستقبلاً.. ويتم التحقيق معهم وفبركة التهم ضدهم، وإجبار بعضهم على التنازل عنهم، فيصاب الأطفال وأهاليهم بالعديد من الأمراض النفسية والعقلية نتيجة الظلم.. وقد ينتحر بعض الأطفال أو يهربون لتخطفهم عصابات إجرامية.

وهناك مشروع قانون جديد معروض على البرلمان للتصويت عليه قريباً يجيز للأسر السويدية الحاضنة تبني هؤلاء الأطفال إذا بقوا لديهم سنتين، وعدم إرجاعهم لأسرهم الأصلية.. وهذا بدوره سيعطي الأسر الحاضنة الحق في طمس هوياتهم وتغيير أسمائهم ودينهم، فأين الضمير والإنسانية والحرية والرفاهية في دولة السعادة الوهمية؟!!.

* رسالة إلى الطفل البطل موسى جامو: سمعت بكاءك واستغاثتك التي تعبر عن مأساتك وكافة المخطوفين، أسال الله العلي العظيم أن ينصرك ويجمعك بأسرتك.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store