Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

هل تحوَّل «قرداحي» من المسيحية إلى الخمينية؟!

A A
نفى «جورج قرداحي» في مقابلة تلفزيونية أُجريت معه؛ أن تكون السعودية قدَّمت للبنان أي مساعدة خلال العشر سنوات الماضية، لدرجة أنه قال: «لم تصل إلى لبنان من السعودية خلال العشر سنوات الماضية ولا قطرة مازوت».. يجيء حديثه هذا بعد أن لفظه المجتمع اللبناني والسعودي لكونه أصبح موالياً لحزب الله، ومُنفِّذا لأوامره، وما تحدَّث به عن السعودية أسلوب فيه من الخبث ما فيه، يضرب به عصفورين بحجرٍ واحد، فهو يقصد تشويه صورة المملكة في دعمها للأشقاء العرب، كما يرمي إلى تحفيز وحث المملكة لكي تتبرَّع للبنان، وما علم أن السعودية اليوم غير، ولا ينطلي عليها هذا الأسلوب، وأنها تُدرك لمن يكون الدعم، ومتى يكون، وكيف يكون؟!.. ولا يهمنا هذيانه هذا الآن، إنما الأهم من ذلك كله، الإجابة على سؤال يحيك في قلوب العرب عامة، واللبنانيين على وجه الخصوص، وهو: هل تحوَّل ولاء جورج قرداحي عن ديانته المسيحية، وأصبح يدين للغلاة من ملالي إيران، أقصد أتباع الخمينية في لبنان، وأصبح فرداً فعَّالاً في حزب الله؟.. هناك من المحللين مَن يذهب إلى ذلك، مستدلاً بتصرفات قرداحي، بدايةً من ضبط إيقاعه الفكري وفق توجيه بشار الأسد له، وبعدها ارتباطه الروحي بإمام الخمينية في لبنان حسن نصرالله، وقد صرَّح في مقابلات عدة مدحه وانتماءه وحبه لـ»نصرالله» وحزبه ومرشدهم في إيران، مما أهَّله أن يُرشِّحه حسن نصرالله كوزير للإعلام في لبنان، ولم تمضِ أيام على تعيينه إلا وأفصح عن التزامه بالتوجيهات الخمينية، وانحيازه للحوثيين ضد المملكة العربية السعودية، ومن ثم إصراره على عدم ترك الوزارة والاستقالة، إلا بعد أخذ التوجيه من مندوب ملالي إيران في لبنان «نصرالله»، وقد ظن الجميع أن جورج قرداحي أخذ من ذلك الخطأ «الدرس»، وعاد إلى أهله وضيعته ومسيحيَّته، التي أصبح ينتسب إليها عن بُعد، ولكن العكس ما حدث، وهو تحوُّل فكره وانتمائه لحزب الله بشكلٍ أكبر، وهو يفتخر بذلك، وببطولات حزب الله، ويمدح الخمينية بما لم يمدحها به أتباع الخميني، والحقيقة أن المسيحية التي ينتمي إليها قرداحي عن بُعد وأهلها في لبنان؛ على وفاق مع الإسلام وأهله هناك، ودائماً ما تنبذ الفرقة والاختلاف، وصفحتها بيضاء في تعاملها مع العرب والمسلمين، خاصة فيما بينها وبين السعودية من علاقاتٍ طيبة. ليس مفاجأة أن ينتقل جورج قرداحي إلى العراق، كما فوجئ بذلك البعض، بل أمراً متوقعاً، لأنه يسير وفق توجُّهات حزب الله، ولقد شاهدناه يسير بين يدي صغار الملالي في العراق، ينتقل من ضريحٍ إلى ضريح، ويتمتم بالتوسُّل للقبور والأولياء، مثل غيره من أتباع الإيرانيين في العراق، ويتقمَّص شخصيتهم، ولو كان لابساً عمَّة سوداء أو خضراء، لما فرَّقنا بينه وبين أحد من أولئك الملالي الفرس، سدنة كسرى ومن هناك، ومن ولائه الذي باعه للملالي، واعتنق فيه التوجهات والتوجيهات السياسية للخميني، وأصبح بوقاً لإيران أينما حل أو ارتحل، أخذ يُوجّه إعلاميًّا، ويمارس هوايته في إعلان الحرب الكلامية ضد السعودية، ولا أدري كيف نسي عبارة سيّده حسن نصرالله، المشهور بها، والتي ضحك ولازال يضحك بها على الناس السذج، وهي: «الويل لإسرائيل والويل لأمريكا».. ولا أشك لحظة واحدة أن قرداحي أكمل رحلته الخمينية بالذهاب سراً إلى طهران، والتقى هناك بسدنة الفرس المعمَّمين والمتقمِّصين للمذهب الشيعي زوراً وبهتاناً، والمذهب الشيعي منهم براء، لكي يضحكوا فيه على بعض شيعة العرب السذج، والتحكم في مقدراتهم وأموالهم وتغييب عقولهم، وسوف نسمع مستقبلاً المزيد من الكذب من جورج قرداحي، بل لا أستبعد السب والشتم منه، وكيل الاتهامات للمملكة العربية السعودية، وينطبق عليه في تعامله مع السعودية المثل القائل: «جزاء سنمار»، فقد كان مغموراً في زاوية من زوايا قناة الـ(MBC)، بل عندما جاء من لبنان، كان معدماً لا يملك درهماً ولا ديناراً، فعندما فاض حسابه المالي بما اكتنزه من مال، أخذ ينكر الجميل ويتطاول، مما زاد كُره الناس المُنصفين له، خاصة أنه لم يجلب له ذلك كله وللبنانيين إلا مزيداً من الضياع والفقر، والبؤس والشتات، فلبنان اليوم ليس كالأمس بأفعال حزب الله وأذنابه، أمثال جورج قرداحي، وستبقى راية مملكتنا خفَّاقة محفوظة بحفظ الله لها، ولقيادتها وشعبها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store