Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

جريدة أم القرى: احتفالية القرن وتطلعات المستقبل

شذرات

A A
تابعت باهتمام ذلكم الإصدار المميز لجريدة أم القرى الذي جاء تحت عنوان (مائة عام في مائة صفحة)، وضم نماذج من أخبار الصحيفة الرسمية منذ تأسيسها حتى اليوم، والذي تواكَبَ في توقيته مع حفل وزارة الإعلام الذي رعاه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، احتفاء بالذكرى المئوية لصدور جريدة أم القرى.. التي تعتبر الذاكرة الحية التي ترصد التاريخ السعودي منذ صدور عددها الأول في عهد الملك عبدالعزيز يرحمه الله في 15 جمادى الأولى عام 1343هـ، وذلك من خلال تدوين المراسيم والقرارات والأنظمة والأحداث وسير الملوك والاحتفاظ بكل الحراكات السياسية للدولة، مع تجسيد المشهد الاجتماعي والأدبي على صفحاتها الأسبوعية، لتقف اليوم شاهداً على مسيرة العطاء والانجاز وتؤكد عمق اهتمام الدولة بإعلامها وبإرثها التاريخي والحضاري.

لقد كانت الصحيفة وما زالت مصدراً لتاريخ بلادنا ومرجعاً توثيقياً حفظ لنا التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والديني والسياسي، إلى جانب اهتمامها بالأدب والأدباء ونشر إنتاجهم في تلك المرحلة.. ولعل انفراد الصحيفة بتدوين التاريخ الشفهي من خلال الروايات كان من العلامات الفارقة فيها على مستوى الصحف السعودية. وكما وعد معالي وزير الإعلام الدكتور ماجد القصبي، بإحداث نقلات تطويرية في منظومة الإعلام السعودي تواكب رؤية 2030 يتم من خلالها إيصال رسالة المملكة الى العالم، فإن الأمل يحدونا بأن تشمل تلك النقلات التطويرية هذه الصحيفة العريقة، بدءاً بإخراجها وتبويبها، وصناعة محتواها الصحفي ليكون أكثر شمولية وفي خطوط متوازية مع منظومة الصحف الأخرى وتنظيماتها الهيكلية، وليضاف ذلك كله إلى الخطوات التطويرية التي تم تنفيذها فيها.

أتمنى أن أرى هذه الصحيفة الفريدة التي تمثل إحدى أيقونات العزة، وقد اكتست بمزيد من زوايا الرصد لحياتنا المعاصرة في ظل المشروع التنموي الكبير لبلادنا، لتمزج بين أصالة الماضي وتحولات الحاضر وطموحات المستقبل، ولتكون أكثر انتشاراً وتنقل صوراً أوسع من مشهد الحراك الاقتصادي والحضاري والاجتماعي والسياسي المعاصر الى العالم قاطبة ليقف على حجم التحول الذي وصل اليه المجتمع السعودي وريادته في كثير من المجالات وفق أساليب عصرية معززة بأدوات الرقمنة ومفاهيم التطوير المستمر.

أتمنى أن أرى إصدارات (أم القرى) الورقية والاليكترونية تصدر (بشكل يومي)، موشحة بالملاحق الدينية والثقافية والأدبية، مازجة بين الرسمي والشعبي، مواكبة للتحول الرقمي الذي يتسيد المشهد الإعلامي المحلّق في سماءات الرؤية التنموية، خاصة وهي الصحيفة الوحيدة التي لم يتوقف إصدارها حتى خلال الحرب العالمية الثانية خلال أزمة أوراق الصحف، ولتبقى صوت البلاد في خدمة الإسلام.

الرؤى كثيرة والآمال كبيرة، ولن يكون ذلك صعباً على كل من يحرصون على تطوير الحاضر واستشراف المستقبل، واستحضار مستهدفات مشروع بلادنا التنموي في ظل قيادة حكيمة سخرت كل الإمكانات من أجل رفعة الوطن وارتقائه وراحة المواطن ورخائه.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store