Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

سرطان الدم ونجاح المعالجة بالخلايا الجذعية

A A
قسم أمراض الدم في كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز كغيره من أقسام كلية الطب به مجموعة من الأطباء السعوديين المتميزين عالميًا، وكعادتي فإنني أفتخر دائما بأطبائنا السعوديين وهم قمة في العلم والتخصص، ولقربي من هذا القسم خاصة زميلي البروفيسور محمد حسن قاري وكذلك الدكتور أحمد بارافعة المشرف على وحدة أبحاث أمراض الدم في مركز الملك فهد للبحوث الطبية فإنه أثلج صدري قيام مجموعة من أطباء هذا القسم في إجراء عملية زراعة الخلايا الجذعية كعلاج لأحد أمراض السرطان وهو ما يعرف بالورم النقوي المتعدد Multiple Myeloms ومن فضل الله تمت المعالجة بنجاح.. وقد كان هذا النجاح بفضل الله ثم بفضل تميز هؤلاء الأطباء، وقد حظي هذا الإنجاز بدعم من عميد الكلية البروفيسور محمود الأحول ومعالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن اليوبي.

وقد تطرقت في مقال سابق عن أهمية أن يدرك رجال الأعمال والأغنياء واجبهم نحو المرضى خاصة أمراض السرطان التي منها سرطان الدم الذي أمكن التغلب على كثير من أنواعه بزراعة الخلايا الجذعية ونجاح هذه العملية اليوم في الجامعة تؤذن في المستقبل بإمكانية استخدام الخلايا الجذعية لعلاج العديد من الأمراض السرطانية بإذن الله، وسيظل الأطباء والباحثون ينقبون في منجم الخلايا الجذعية الى تحقيق المزيد من العلاج لأنه كما قال عليه السلام في الحديث (ما أنزل الله من داء إلا وله دواء علمه من علمه وجهله من جهله).

وقد خطت جامعة الملك عبدالعزيز خطوات تفاعلية مع المجتمع وبمشاركة من بعض رجال الأعمال فأنشأت مركزين طبيين لمعالجة المرضى من الأطفال أولهما مركز الشيخ عبدالله بخش للرعاية الصحية لكلى الأطفال ويهتم بالمصابين بالفشل الكلوي وبه أكبر وحدة غسيل على مستوى المنطقة الغربية والمعالجة بالغسيل البروتوني والغسيل الدموي، وثانيهما مركز الشيخ عبدالله بخش لمرضى القلب في الأطفال وتتم فيه اجراء عمليات القلب المفتوح والقسطرة القلبية وتم إنشاؤه بمبادرة من مجموعة من أساتذة كلية الطب والقطاع الخاص، ولعل حس الإدراك والفهم عند أرباب المال ورجال الأعمال يزيد فيبادروا بتبني مراكز علاجية للأمراض المستعصية، وها قد نجح أطباؤنا في قسم الدم في استخدام الخلايا الجذعية لعلاج مرض سرطان الدم ويسعون جاهدين جزاهم الله خيرًا لتأسيس مركز متخصص بمساهمة من المجتمع ورجال المال والأعمال على غرار نجاح المركزين الطبيين للشيخ عبدالله بخش ومبادرة كهذه في حقيقتها تعطي فهمًا جديدًا لدينا عن عمق فهمنا للعمل الخيري الذي يقوم على أسس إدارية تضمن الاستدامة المالية لاستمراره من خلال رعاية مجلس متخصص للمتابعة الادارية والتنفيذية، فشكرًا لرئيس القسم البروف محمد قاري وللمجموعة الطبية د. أحمد بارافعة ود. حاتم الأحول ود. سالم باحشوان ود. عبدالله المحمدي ود. عثمان رضوي ود. عادل المرزوقي وا.د. سلوى هنداوي ود. مها بنوي وجميع فريق خدمات نقل الدم على هذا الانجاز والتميز الطبي وأحيي دائمًا روح التضافر والتعاون التي ألمسها بين أطبائنا السعوديين خاصة حديثي التخرج في تحقيق المزيد من إيجاد المراكز الطبية المجتمعية للعلاج في شتى الأمراض والدور على الميسورين من أبناء المجتمع والبنوك والشركات والمؤسسات بأخذ المبادرة للمشاركة المجتمعية الطبية فالصحة لا تدوم ورفع الأنين عن المرضى يدرأ به الله عن الإنسان المرض حيث ذلك من جنس العمل.. والله من وراء القصد.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store