Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

300 دار نشر و80 فعالية في معرض كتاب المدينة

300 دار نشر و80 فعالية في معرض كتاب المدينة

A A
يسعى معرض المدينة المنورة للكتاب -الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في مركز الملك سلمان للمعارض والمؤتمرات في نسخته الأولى، اليوم لمدة 10 أيام بحضور واسع من دور النشر المحلية والعربية والدولية، ومشاركة نخبة من المثقفين والكتَّاب السعوديين والدوليين- إلى تجاوز الأزمات الأربع المحيطة بالمعارض التقليدية؛ (التأليف والحقوق والتوزيع والقراءة).

حراك تأليفي

ويعكس المعرض؛ بوصفه نافذة لنتاج الفكر في مختلف العلوم والمعارف، غنىً أدبياً وحراكاً وتطوراً في صناعة التأليف والنشر، ويتجه بثبات نحو قائمة المنصات الأكبر لدور النشر، مستوعباً أوعية متعددة تواكب شغف مرتاديه، سعياً للحاق بإيقاع الحياة المتسارع في عصر الرقمنة، في تنافسية تفرض عناوين جديدة ومثيرة للاهتمام، وتؤكد أن الكتاب ليس صناعة ورقية أو رقمية، بل جزء من وعي الناس واحتياجاتهم اليومية. ويبرز معرض المدينة المنورة بطابع استثنائي فريد، وسط شغف وترقب الرواد المدنيين لمؤلفات تلامس همومهم واتجاهاتهم الفكرية في مختلف العناوين الدينية والفلسفية، وشتى العلوم الإنسانية والتجريبية، كل ذلك يأتي في سياقات إبداعية تنهض بها وزارة الثقافة لرسم خارطة حديثة لبلد العلم والثقافة بدعم لا محدود من القيادة الرشيدة -حفظها الله-.

ملاذ لكل أكاديمي

ويرى المدرب والمستشار الإداري المشارك في فعاليات المعرض غزاري أحمد أن معرض كتاب المدينة المنورة سيكون ملاذاً لكل أكاديمي يبحث عن ضالته، وطالب علم متعطش، ومثقف متطلع، وسائح وباحث، ومتذوق يزين مكتبته بأغلفة الكتب، وقال: «في المعارض نحتاج مزيداً من التشويق عبر برامج فاعلة جاذبة نحو القراءة التحليلية التي تنعكس على السلوك والتوجه، لتدفع عجلة التنمية وتبني الوطن»، منوهاً بالحراك الثقافي المتسارع الذي يشهده معرض الكتاب من خلال تهيئة القاعات والأجنحة والأركان، وتعدد الفعاليات والأمسيات، وجذب المثقفين والمهتمين؛ احتفالاً بالبطل وهو الكتاب، لافتاً إلى علاقة الود والمحبة التي تربط جيلاً من مرتادي المعرض بالنسخة الورقية بلونها ورائحتها ومذاقها مع مزاحمة الكتاب الرقمي المرتبط بالتطور التقني والمعلوماتي في عالم متسارع نحتاج إلى مواكبته.

معلومات مضللة

وأوضح غزاري أن ثقافة الكثيرين تأثرت بوسائل التواصل الاجتماعي التي تتناقل أحياناً معلومات غير صحيحة وناقصة ومضللة في بعض الأحيان، الامر الذي أثَّر بشكل واضح على صناعة قارئٍ ومثقفٍ جادٍّ وعميق المعرفة، موضحاً أن الاتجاهات المتعددة في اقتناء عناوين الكتب ترتبط بالمزاج والحالة النفسية أحياناً.

80 فعالية

يذكر أن معرض المدينة المنورة سيشهد إقامة أكثر من 80 فعالية متنوعة؛ تشتمل على جلسات حوارية، وندوات، وورش عمل، وأمسيات شعرية، ليعزز من خلالها المعرض مكانة المدينة المنورة ثقافياً، وتقوية قطاع النشر، وتشجيع التبادل الثقافي، إلى جانب تعميق أثر القراءة في زيادة الوعي وتحسين جودة الحياة.
ناشرون: المعرض سيكون متفرداً
وينطلق معرض المدينة المنورة للكتاب، بحضور أكثر من 300 دار نشر محلية وعربية ودولية، ويصاحبه برنامج ثقافي يضم أكثر من 80 فعالية في مختلف مجالات العلوم والأدب، ويأتي ذلك ضمن مبادرة «معارض الكتاب» إحدى المبادرات الاستراتيجية لهيئة الأدب والنشر والترجمة. وثمَّن ناشرون إقامة هذا المعرض مؤكدين أنه يمثل دعماً لسوق الكتاب والقراءة، وفرصةً لإنعاش الحركة الثقافية والتجارية لدور النشر، فضلاً عن تعزيز مكانة المدينة التنويرية منذ فجر الإسلام وحتى اليوم.

حضن للثقافة والفكر

ويرى الدكتور طلق المسعودي المدير التنفيذي لدار عين الوطن للنشر والتوزيع أن معرض المدينة المنورة للكتاب، بمثابة حاضن للثقافة والفكر ومنبر لنشر الثقافة والمعرفة، ومن خلاله تتلاقى الأفكار والثقافات والحضارات المختلفة تحت سقف واحد، وسيكون له تأثيره الملموس في توعية ونشر المعرفة بين شرائح المجتمع.

كما أنه حافز قوي لجلب وتشجيع الشباب للعودة للقراءة، كونه أحد روافد المعرفة لما يحتويه من تنوع في المحتوى.

يتخطى أرقامًا كبيرة

من جانبه، شدد الناشر الدكتور يزيد الكشاش المدير التنفيذي لمجموعة تكوين المتحدة للنشر والتوزيع، على أن المعرض سيكون مختلفاً ومتفرداً كونه على أرض طيبة الطيبة عاصمة الثقافة الإسلامية ويرتادها ضيوف الرحمن من أصقاع الأرض، مؤكداً أن المعرض سيثري عالم القراءة بالكثير، ويتخطى أرقاماً كبيرة في نسبة نشر الكتاب العربي.

وأضاف: «نحن كناشرين نتشرف بمثل هذه المعارض، ونجد الفرصة السانحة لتعريف القراء على المؤلفين السعوديين من الشباب حتى ينطلقوا إلى الآفاق العالمية عبر الحرف والكلمة والفكرة»، مقدماً شكره وتقديره للقائمين على المعرض نظير حرصهم على تواجد أكبر دُور النشر في هذا التجمع الثقافي المميز.

فعالية للأطفال في المعرض

يحظى الأطفال باهتمام خاص في معرض المدينة المنورة للكتاب، الذي سيقام خلال الفترة من 16 إلى 25 يونيو الحالي في مركز الملك سلمان للمعارض والمؤتمرات إذ جهزت هيئة الأدب والنشر والترجمة جناح الطفل الذي سيقدم 42 فعالية.

مفاتيح سحرية

وتتنوع الفعاليات بما يرضي شغف الأطفال، إذ تصوغ مفاتيح سحرية لعالم لا حدود له، وتحلق بهم على بساط الريح ليلامسوا النجوم ويستكشفوا المجرَّات، وتأخذهم إلى مدن الألعاب وبيوت الحلوى، وإلى مجالس ومنتديات ملك الغابة يستمعون إلى حوارات الغراب الذكي والثعلب المراوغ، ويشهدون سباق الأرنب المغرور والسلحفاة المثابرة، ويتحدثون مع الأشجار والأزهار والطيور والحشرات ويستلهمون بخيالهم الواسع عوالم غنية بالحكايات، لتترك تلك القصص أثرها العميق في سلوكهم وحياتهم.

وسائل قراءة جاذبة

ويبرز الجناح أهمية صناعة النشر في بناء الفكر وتعزيز الوعي وإعداد الجيل للمستقبل، وتظهر ملامح العناية من خلال القاعات الفسيحة، والأرفف الأنيقة التي توفر وسائل قراءة ورقية جاذبة معززة بالرسوم والصور، وإلكترونية ذات مؤثرات مرئية وصوتية، توائم بين الفنون التعليمية والتثقيفية والتشكيلية والمسرحية وغيرها، وتحفز دافعيتهم بلغة محببة إليهم، تشجع المواهب والميول، وتغرس الأخلاق النبيلة، وترسخ القيم والعادات الأصيلة، والانتماء للأرض والهوية.

صداقة الطفل للكتاب

ويُجمع خبراء ومتخصصون على أهمية ربط الطفل بالكتاب؛ لاكتساب اللغة وتنمية مهارات التعلم، حيث ثمن الباحث فهد بن ناصر الفريدي الاهتمام الكبير الذي وضعه معرض المدينة المنورة للكتاب لجناح الطفل، مؤكداً أن تشجيع الطفل وتعويده على صداقة الكتاب، واصطحابه إلى المكتبات والمعارض لإشراكه في الشراء وتركه يختار كتبه بنفسه، يحمل أهمية تعليمية وتربوية، إذ سيلحظ الوالدان في السنوات الأولى ميل ابنهما إلى القصص الجذابة؛ شكلاً ولوناً ورسماً، ليتشكل الوعي تدريجياً نحو احتياجاته وميوله، ودلوفه نحو أبواب المعرفة المشرعة بعيداً عن السيطرة المطلقة للألعاب الإلكترونية، المهدرة للوقت والمؤثرة في السلوكيات.

نسب متدنية

وأشار الفريدي إلى أن الإحصائيات كشفت أن الاهتمام بالقراءة، واصطحاب الأطفال إلى المكتبات في عالمنا العربي ما زال في نسبٍ متدنية، وأن من نشأوا داخل أسر تعطي الكتاب أهميته ومكانته هم أسرع تعلماً وتحصيلاً ووعياً، وهذا يحتم تضافر جهود الأسر والمؤسسات ودور الكتب ومعارضها للقيام بمسؤولياتهم تجاه جيل المستقبل.

طابع التشويق

وأوضح الفريدي أن القصة المناسبة في الطفولة المبكرة هي التي يغلب عليها طابع التشويق وتحريك الخيال، التي تنتهي بانتصار الخير على الشر والحق على الباطل، ويعترف فيها المخطئ بخطئه، ويعود إلى جادة الصلاح والصواب، لا ترمي إلى التواكل أو الانهزامية والطاعة العمياء، ويفضل أن يحتفظ بها الطفل في مكتبته حتى يصل إلى سن القراءة إن كان دون ذلك، فكل ما يحكى أو يقرأ في السنوات الأولى لا يقل أهمية عن المجهودات التربوية والتوجيهية.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store