Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

انتشار الأنفلونزا هذه الأيام.. ما أسبابه؟!

A A
يشتكي العديد من الناس هذه الأيام من الإصابة بالأنفلونزا خاصة الأطفال بل إن البعض يذكر أن أقسام الطوارىء تكتظ بالمصابين بالأنفلونزا، ووجه أحد الأطباء النصيحة لمن يصاب بالأنفلونزا بأن يبقى في بيته لأنه لن يستفيد طبيًا بمجيئه للطوارىء، ومع العلم ان متحدث الصحة توقع بتاريخ 21 نوفمبر عام 2021 انتشار الانفلونزا الموسمية بالمملكة، والغريب في الأمر ان -الفيروسات- تزداد حيويتها ونشاطها في أيام الشتاء وليس الصيف، فكيف ازدادت في هذا الوقت بالذات وفي شدة الحرارة؟، والسؤال الآخر لماذا هي أكثر انتشارًا هذه الأيام بين الأطفال دون الكبار مع العلم ان جهازهم المناعي أقوى؟ والأمر فعلا يحتاج الى تفسير علمي فيما يخص انتشارها في الصيف وكذا سرعة انتشارها بين الأطفال؟ ولا أظن أن هناك حاجة لتفسير انتشارها في البيت الواحد لأن من أساسيات التركيب الوراثي للفيروسات التي منها فيروسات الأنفلونزا قدرتها على الانتشار والعدوى السريعة، وكلنا يدرك طبيًا ان الأنفلونزا ليس لها علاج أو دواء لذلك ينصح الأطباء بالخلود للراحة والمحافظة على درجة حرارة الجسم، وتناول بعض ما يساعد على مقاومة الفيروسات داخل الجسم من فيتامين سي أو فواكه طبيعية ومشروبات دافئة وبالتالي ليس هناك داعي للمجيء للطوارىء إلا في الحالات التنفسية.

كما يسأل البعض عن نوع سلالة الفيروس تحديدًا، فالأنفلونزا الموسمية معهود بها أن تكون من سلالة H3N2 A أو سلالات أخرى، وبفضل الله إن معظم من دخلت أجسامهم تمر ولا تضر إلا أن التباين في أعراضها يختلف من شخص لآخر، وذلك يعود بعد الله سبحانه وتعالى إ لى قوة جهاز المناعة لكل شخص ومدى استعداد جنوده من الخلايا لمحاربة الفيروس وصد هجماته التكاثرية داخل الجسم، والشيء الآخر الذي يمكن وضعه في الحسبان بيولوجيًا هو أن الفيروس هذه الأيام قد يكون ينتمي إلى عدة سلالات وليس سلالة واحدة لأن من أهم الأمور المعقدة في حياة الفيروسات هو تجدد الطفرات وتنوعها للسلالات ومع أن ليس في الفيروسات عمومًا الا تركيبها الوراثي أي انها بسيطة لدرجة عدم اعتبارها من الكائنات الحية الا أن كثرة وتجدد طفراتها يجعل أعراضها تتباين كما يجعلها أكثر تعقيدًا في ايجاد لقاحات لها يمكن من خلالها مواجهتها قبل حلولها في الأجسام.

إن لقاحات الأنفلونزا الموسمية ليست طويلة المدى من حيث فاعليتها إنما مؤقتة وبأقصى حد تبقى فاعليتها لمدة عام واقبال الناس على أخذها كلقاح ضعيف، كل ذلك وغيره جعل الفرصة لانتشارها أكبر بالاضافة الى عدم الاحتياط بالاجراء الاحترازي بلبس الكمامة أو اعتزال من يصاب بها، لذلك وجهت وزارة الصحة مؤخرًا بضرورة ارتداء الكمامة في المنشآت الصحية حفاظًا على الممارسين الصحيين من الاصابة بالفيروسات التنفسية التي منها الأنفلونزا الموسمية، اما انتشارها بين الأطفال أكثر فذلك قد يكون طبيعيًا لوجودهم بالقرب من بعضهم البعض سواء في الأسرة الواحدة أو العائلة أو في المدارس، ولعل اصابتهم بها يكون من باب تقوية زيادة أجهزتهم المناعية من خلال تعرفها على المرض وبالتالي تخزينه في الذاكرة المناعية واكتساب نقطة اضافية كمناعة مكتسبة تزيد من قوته كجهاز مناعي ولاشك ان لبعض أنواع الفيروسات ضراوة عند الاصابة بها من كحة وحرارة وكسل وصداع مما يجعل القلق كبير خاصة اذا وصلت ضراوتها الى التنفس فان من الضروري الذهاب الى الطوارىء ومتابعة العلاج وأخذ الرأي الطبي في ذلك.. حفظ الله الجميع من كل شر ومرض.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store