قطرة إدارة محلية

مـن الأحلام الجميلة في التنمية والتطوير أن يكون للإدارات المحلية في القطاع الحكومي قوة تستطيع من خلالها الإسهام في التغيير وبناء الوطن على أساس المشاركة الفاعلة.ليس هناك ما هو أفضل من تعزيز هذا المفهوم بدلاً من أن تكون الأمور كلها في مدينة واحدة تغذي بقية المدن والمناطق وفي يد مسؤول أو عدد من المسؤولين يرجع إليهم بقية المسؤولين في أرجاء الوطن.توزيع الصلاحيات ونقل السلطات يعزز مبدأ الشفافية ويفتح الأبواب أمام المساءلة ويعزز الشعور بالمسؤولية ويجعل المسؤولين على مستوى الأمانة الموكلة إليهم في اتخاذ القرارات وفي الاستجابة لمتطلبات الناس بدلاً من أن يضرب أحدهم كفاً بكف قائلاً في عجز مفرط: ليس بيدي شيء .. !! .وزارة التربية والتعليم خطت الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل بنقل بعض صلاحيات الإنفاق إلى المدارس بحيث تتشكل في كل مدرسة لجنة إشرافية من الإدارة والمعلمين والطلاب للتخطيط للصرف والإشراف عليه، على أمل في أن تنتهي الرحلة بقيام كل مدرسة باستلام ميزانيتها وإنفاقها بمعرفتها.المبالغ رمزية بطبيعة الخطوة النوعية المفاجئة لكنها إن خضعت للتقويم والمعاينة والتحليل سوف تفتح الأبواب والعقول والضمائر للاستمرار في هذا المسار الحضاري المتألق الذي ينقل القيادة إلى الميدان ويظل للمركزية دورها المنشط لا المثبط. لم يتحدث عن هذه الخطوة أحد سوى مدير عام التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة مبشراً بها، وهي تستحق ذلك وأكثر لأنها واحدة من أهم الخطوات التطويرية لوزارة التربية والتعليم في تاريخها، ولن تؤتي ثمارها إلا إذا كانت هي البذرة التي تجد من الاهتمام والعناية ما يجعلها تغدو في الغد القريب دوحة إدارات لا مركزية في فضاء الإبداع والتطوير الذي لا حدود له.saad@saadalghamdi.com