Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاتن محمد حسين

توعية الحجاج.. ومسؤولية العمل

A A
‏ما إن أعلنت السعودية عن إقامة شعيرة حج هذا العام 1443هـ، حتى ظهرت حالة استنفار في جميع الجهات المعنية بتقديم الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، ومنها: شركات أرباب الطوائف التي تُقدِّم الخدمات المباشرة للحجاج، من الاستقبال، والضيافة، والسكن، والإعاشة، والنقل من وإلى المنافذ وإلى المشاعر المقدسة، ليكونوا ‏على أهبة الاستعداد لموسم حج ناجح بإذن الله تعالى، وبتوجيه من قيادتنا الحكيمة، التي تجعل الحج وكل ما يرتبط به من أولوياتها؛ فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -يحفظه الله- يؤكد دائماً على شرف الدولة السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما ‏من الحجاج والمعتمرين. كما أن لمتابعة سمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان الذي برؤيته السامقة ٢٠٣٠ ‏وُضع برنامج خدمة ضيوف الرحمن، الذي أهم أهدافه تيسير استضافة المزيد من الحجاج والمعتمرين، وتقديم خدمات ذات جودة عالية، وإثراء التجربة الدينية والثقافية للحجاج.

ومن هذه المنطلقات، أخذت شركات أرباب الطوائف العمل بما يُحقِّق الجودة والتميُّز المؤسسي، وتقديم منتج يُرضي العملاء من كافة الأجناس، بحكم الاختصاص في كل إقليم من أقاليم العالم الإسلامي، بالإضافة إلى انطباق المعايير والمواصفات التي تفرضها الجهات المعنية مثل: وزارة الحج والعمرة، ووزارة الصحة، والدفاع المدني، والأمن العام.. وغيرها.

‏وبحكم الممارسة للعمل في إحدى أهم الشركات، وهي شركة جنوب آسيا، والتي تخدم حوالى ثلث الحجاج تقريباً، حسب الكوتة الرسمية، لما تُمثِّله من كثافة سكانية مثل: الهند، وبها ١٩٠ مليون نسمة، وباكستان وبها أكثر من ١٩٥ مليون نسمة، وأيضاً دول أخرى مثل: أفغانستان وسريلانكا وبنجلاديش والتبت وبورما؛ ‏فلم تكتفِ الشركة بتقديم التوجيهات من خلال التعاميم الواردة، ولكنها قدمت دورات تدريبية مكثفة للعاملين، بما يضمن سلامة الحجاج، فهي أولوية إستراتيجية للشركة، وقدمت دورتين في (الهاسب) (haccp) ‏وتعني: ‏النظام الوقائي الذي يهتم بسلامة الغذاء من خلال تحييد الأخطار التي تُهدِّد سلامة الإنسان بتداخل عوامل كيميائية أو بيولوجية أو فيزيائية على الطعام، ثم كيفية تلافي النقاط الحرجة والسيطرة عليها.

‏وتم وضع كافة الإرشادات في الإشراف على التخزين، وكيفية إعداد الوجبات، باستخدام الأواني والنظافة والترتيب في نقل الوجبات، وإعداد خطة التوزيع لمساكن الحجاج، وفي أقل من ساعة، بل وكافة التفاصيل، من لبس القفازات، وغطاء الرأس للعاملين وغيرها. من وجهة نظري، من الضروري عمل توعية صحية للحجاج أيضاً من حيث: عدم الاحتفاظ بالوجبة، وأنه بعد ساعة من تقديم الوجبة، سيتم سحب الوجبات الفائضة أو الأكل المتبقي، وعدم السماح بتناوله، لما في ذلك من خطورة على صحتهم، وتعرضهم للتسمم لا قدر الله. وكذلك توعيتهم بعدم التعرض للشمس لفترةٍ طويلة، حرصاً على سلامتهم من ضربات الشمس. بل التوعية حول التفويج لجسر الجمرات، وضرورة توفير ملصقات تُوضِّح خطة التفويج ومواعيدها، واستخدام المجسم الموجود في معظم المكاتب، لتوضيح كيفية الدخول للبوابات، والالتزام بتعليمات التفويج، ووضع الأسورة الخاصة بدخول القطار، والمحافظة عليها، حيث لا يُسمح بالدخول عبر البوابات الإلكترونية دون وجودها.

كذلك الحث على أهمية رمي الجمرات حسب الأوقات المخصصة من الشركة، واستخدام الرخص الشرعية لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، أو التوكيل في وقت الرمي.

وكذلك التوعية حول الالتزام بالهدوء في حالة لا قدر الله حدوث أي أزمة، لأن الهلع والصراخ يُثير الآخرين، ويتسبَّب في فوضى كبيرة، بينما نحتاج في وقت الأزمة إلى الاتزان والهدوء، والتصرف بحكمة، وكذلك توعيتهم بعدم رفع أي شعارات سياسية أو مذهبية أو عقدية، أو أي ما يُعكِّر صفو الحج.

حقيقةً إن توعية الحجاج مهمة عظيمة، ولا تقل أهمية عن الخدمات الأخرى؛ صحيح أن لتوفير البنى التحتية أولوية عند معظم مقدمي الخدمات، لأنهم يقعون بين مطرقة الوزارة والجهات الرقابية المعنية بخدمات الحجاج، والذين يُسجِّلون المحاضر، وبين ‏سندان ضغوط العمل واستضافة المئات أو ربما الآلاف من الحجاج في اليوم الواحد.

‏ولكن تكوين قناعة عند الحجاج بأهمية اتباع التعليمات والتوجيهات، تُساعد بصورةٍ كبيرة على ضبط إيقاع العمل، وتلافي الكثير من المشكلات الناتجة عن الجهل، وعدم الوعي بالمخاطر، لذا فإن عمل لقاءات توعوية وبلغة الحجاج يُحقِّق لنا شعار: (بسلامٍ آمنين).


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store