Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سعود كاتب

تساؤلات متداولة حول «إعلامنا» الخاص

A A
تُثار دوماً عدد من التساؤلات حول بعض وسائل «إعلامنا» الخاص المملوك لسعوديين، والتي رغم تكرارها، إلا أنها –في اعتقادي- لم تنل اهتماما كافيا للإجابة عليها، أو على الأقل إبداء الآراء حيالها بموضوعية.. وفيما يلي أربعة من تلك التساؤلات، ورأيي الشخصي حيال كل منها:

1- هل القول بأن تلك القنوات عربية، وليست سعودية صحيح؟!.

في رأيي، أن جميع تلك القنوات -بما فيها قناة العربية- هي جزء من منظومة إعلامنا السعودي الذي نفخر به.. وكونها قنوات تستهدف الوصول للمشاهدين العرب في مختلف أنحاء العالم، فإن ذلك ليس سبباً منطقياً لنفي حقيقة كونها «سعودية» أولاً وأخيراً.

وبالمقارنة ببعض النماذج الدولية المشابهة، نجد أن قناة CNN مثلاً هي قناة أمريكية، وBBC بريطانية، و»روسيا اليوم» هي شبكة قنوات روسية.. وهذا الانتماء هو حقيقة لم نسمع يوماً أن أياً من تلك القنوات سعت لنفيه، فذلك أصلاً أمرٌ غير ممكن، وليس له ما يُبرِّره.

2- هل تفرض طبيعة تلك القنوات العابرة للحدود وضع قيود أو «كوتا» محددة لعدد السعوديين العاملين بها؟!.

لا جدال بأن استقطاب الكفاءات الإعلامية المحترفة، وتنوُّع مشاربها وجنسياتها، هو إضافة مهمة لتلك القنوات، وأنها كانت في مراحل معينة جزءاً من النجاح المتحقق.. ولكني قطعاً لا أتفق مع فكرة تحجيم عدد السعوديين (تحديداً دون سواهم) إلى (15%) مثلما اقترح البعض، أو حتى بأي نسبة محدودة أخرى، لأن ذلك ليس له ما يُبرِّره في ظل توفُّر الكفاءات السعودية التي لا تقل احترافية ومهنية عن أي جنسية عربية أخرى.. وبالعودة مجدداً للنماذج الدولية المشابهة، فإننا نجد مثلا أن جميع قيادات CNN هم أمريكيون، وفقاً لما هو منشور على موقع القناة على الإنترنت، بل وبالنظر أيضاً لقائمة أسماء مذيعي ومراسلي القناة المنشورة على الموقع (181 اسماً)، نجدهم جميعهم يحملون الجنسية الأمريكية، مع بعض الاستثناءات القليلة.

3- كيف يمكن تفسير ظاهرة تكرار جحود بعض عاملي تلك القنوات؟!.

معروف أن جحود قرداحي لم يكن الأول، بل سبقه جحود أسماء أخرى عديدة لم تعرف الشهرة والثراء إلا عبر وسائل إعلامنا.. وهنا يجب من ناحية؛ التأكيد بأن كافة أولئك الجاحدين هم حالات شاذة لا تُمثِّل أبداً الغالبية التي تُبادلنا طيب المشاعر وصدق الوفاء والإخلاص.. لكن، ومن ناحية أخرى، فإن من غير المنطق والحكمة التقليل من تلك الظاهرة، وضرورة تحديد أسبابها، والتي منها في رأيي الإفراط في التعلق إعلامياً بجنسيات محددة، وليس ببعيد عنَّا كمثال مجموعة شويري، التي أحكمت يوماً الخناق حول عنق سوق إعلاننا، وكان هناك مَن يتخيَّل خاطئاً بأن ذلك السوق لن تقوم له قائمة بدونها.

4- هل انتقال بعض الأسماء العاملة والمتعاملة مع تلك القنوات للثراء السريع الفاحش أمر طبيعي؟!.

رغم أن الإجابة على هذا السؤال ترتبط بأمور عدة منها مثلاً: المردود الإعلاني لتلك الأسماء، وقيمتها السوقية، فإن ضخامة بعض أرقام المبالغ المتسربة تدعو للعجب، ليس لقرداحي وحده، الذي صرَّح أن ثروته تجاوزت 200 مليون دولار (حوالى 750 مليون ريال)، ولكن لأسماء أخرى أيضاً.. لم نسمع بالمناسبة أن منها إعلامي سعودي واحد!.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store