Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

أبوخطوة.. علم وتواضع وحظوة

A A
حضرت قبل شهر الاحتفاء بتدشين قسم الكيمياء الحيوية لمعجم (قاموس) الكيمياء الحيوية والجينوم والبيولوجيا الجزيئية لمؤلفه الأستاذ الدكتور أحمد نبيل أبوخطوة الأستاذ بقسم الكيمياء الحيوية في كلية العلوم بجامعة الملك عبدالعزيز بحضور لفيف من المتخصصين وعلى شرف معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة أستاذ الكيمياء ووزير الإعلام الأسبق، والمعجم يمثل جهدًا كبيرًا للدكتور أحمد وعملًا تراكميًا لسنوات عديدة لأن محتواه وحجمه كبير، ويخدم أهل الاختصاص، وقد قام على مراجعته اللغوية الأستاذ الدكتور رانية العرضاوي وشاركه في التأليف الدكتور هاني شودري.

وقد أتيحت لي الفرصة أن ألقي كلمة مرتجلة على عجالة نوهت فيها إلى أستاذيته لي عندما كنت أدرس ثم مزاملته لي في حياتي العلمية والبحثية وذكرت أن هناك صفات تجذبك كثيرًا في شخصيته، وهي متعددة أولها سعة اطلاعه العلمي ولذلك أشرف على الصفحة العلمية في صحيفة الشرق الأوسط لسنوات ونشر العديد من الإصدارات العلمية في مجالات متعددة، وثانيها شغفه في البحث العلمي وقام بتدريس مادة ندوة البحث والإشراف على بحوث التخرج للطلاب في قسمي الأحياء والكيمياء الحيوية لسنوات، كما قام بنشر العديد من البحوث العلمية في تخصصه، وثالثها التنوع والتعدد في مجالات التخصص البيولوجي والكيمياء الحيوية وقد ساعده في ذلك كله تمكنه من اللغتين العربية والإنجليزية، فالعلم بالنسبة للأستاذ الجامعي مقدور عليه كتخصص وبالذات في التخصص الدقيق والمحدد وأعتقد أن هذا لوحده لا يكفي، فجامعاتنا -بفضل الله- تزخر بالمئات من الأساتذة المتخصصين والمتمكنين في التدريس إلا أن الإخفاق عند البعض منهم إنما هو في قدرته أن يجمع بين العلم والتواضع للعلم وتحقيق محبة الزملاء والطلاب وتقديم المادة العلمية على نحو ما عليه الدكتور أبو خطوة من طيب الكلام وحسن الأخلاق (الجمع بين قمتي العلم والأخلاق) مما جعل كل من عرفه من الزملاء والطلاب أحبه لهذا السبب، فكل من احتك بالدكتور أحمد يدرك ما أقول حيث يمنحك في التعامل كل مشاعره لدرجة أن يغلب عليك الظن أنك أنت وحدك المعني بالاهتمام من طرفه والأمر ليس كذلك إنما هو طبعه مع الجميع وهذه الصفة كان يتعامل بها علماء السلف مع تلاميذهم بل كانت إحدى السمات التي اتصف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث إذا التفت إلى أحد التفت بكله ومنحه كل اهتمامه وبهذا التعامل نال حب الصحابة رضي الله عنهم وملك قلوبهم، فالبروفيسور أحمد كذلك له في القلوب حظوة من هذا الباب، فمهما كان لدى الأستاذ الجامعي من علم إن لم يزينه بالتواضع والأدب في التعامل لن يصل به الأمر إلى القرب من الطلاب وحجز مساحة من الحظوة في قلوبهم مما يجعل العلاقة تبقى رسمية محضة بعيدة عن الحظوة القلبية التي من خلالها يتمكن الاستاذ أن يعطي العلم حقه من الشرح والإجابة على كل ما يختلج في صدور طلابه من أسئلة.

قد يكون الأستاذ الجامعي ممن يملك شخصية متمكنة في العلم والمعرفة لكن الهيبة المصطنعة والشعور بعلو وشوفة النفس يمنع من زيادة التواصل العلمي في الفصول الدراسية أو الساعات المكتبية فلا يشبع الطلاب من أساتذتهم معرفة وعلمًا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store