Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. عبدالله السالم

قصص مميزة في خدمة العملاء

A A
بوب غولومب مدير مبيعات إحدى وكالات سيارات نيسان بمدينة نيوجيرسي في الخمسينات من عمره، كان يبيع بمعدل 20 سيارة في الشهر، ونال من الوكالة خمس جوائز ذهبية، تكريماً له على أدائه المميز.. لديه القدرة على تحليل شخصيات الزبائن وتعديل سلوكه وفقاً لذلك، فإذا اشتريت سيارة من بوب فإنه سيتصل بك هاتفياً في اليوم التالي ليطمئن أن كل شيء يسير على ما يرام، وإذا أتيت الوكالة ولم تشترِ شيئاً فإنه يتصل بك ليشكرك على زيارتك، يقول بوب: عليك أن تبدي أفضل ما لديك حتى لو كان يومك سيئاً، عليك أن تقدم للعميل أفضل ما لديك حتى لو كانت الأمور سيئة في بيتك.

هذه الموهبة يسميها الكاتب غلادويل في كتابه «التفكير اللماح في طرفة عين»، «التشريح الدقيق»، فعندما يقابل الإنسان شخصاً جديداً أو يواجه موقفاً مستجداً فإنه يقطعه إلى شرائح دقيقة ويركز انتباهه على ذلك الجزء، وفي بعض الحالات تزودنا تلك الشريحة الدقيقة بكثير من المعلومات حتى لو كانت مدتها لا تزيد عن ثانية أو ثانيتين.. ففي كرة السلة مثلاً يقال للاعب الذي يدرك ما يحدث حوله «عقل الملعب»، وفي الجيش يقال للجنرالات البارعين في ميدان القتال إنهم يمتلكون «النظرة الخاطفة» التي تساعدهم على اقتناص الفرص المناسبة للنيل من عدوهم وتحقيق النصر.

قصة ثانية صاحبها «ستيفن جيسلز» نائب رئيس بنك أوف أمريكا الذي اشتهر بالعناية بالآخرين.. حاز على شهادة جامعية وتوظف في مؤسسة استثمارية كبيرة، واستطاع أن يشتري سيارة مرسيدس وهو في سن الخامسة والعشرين.. في عام 1990 استدعاه رئيس المكتب في الشركة التي يعمل بها ليقول له: «الموظفون لا يحبون العمل معك وأخشى أن نغلق الشركة بسببك»، آلمه ذلك الكلام وقدم استقالته وأخذ يبحث عن عمل جديد، وبعد عدة أشهر من البحث أدرك أن العثور على وظيفة ليس أمراً سهلاً.. عندها تعلم جيسلز أن يهتم بالآخرين، وبدأ يستمع إلى الناس ويهتم بأمور أخرى غير ذاته، واكتسب رؤية جديدة للحياة بسبب محنته هذه.. يقول: بدأت أنظر إلى الآخرين بشكل مختلف وتغير موقفي وانخفضت مخاوفي، وبدأ الناس من حولي يلاحظون ذلك.. لقد أصبحت نوعية حياتي أفضل مع أني بعت المرسيدس، بعد ثلاث سنوات حصلت على وظيفة إدارية عالية وفي تلك المرة كان يحيط بي موظفون يحبونني وأستطيع أن أطلق عليهم أصدقائي.

وقصة ثالثة حول خطأ كلف الشركة مليون دولار.. كان الرئيس التنفيذي للشركة لديه هاتف خاص ولم يعط هذا الرقم إلا لعدد محدود من العملاء المهمين.. ذات يوم اتصل أحد العملاء بهذا الرقم وأراد أن يطلب طلبية كبيرة من الشركة.. أجابت السكرتيرة على المكاملة، وسألت العميل عن الكيفية التي حصل من خلالها على هذا الرقم، وردت عليه بطريقة ليست لبقة، وشرحت له أن هذا خط هاتف خاص، وأنه يجب أن يتصل على الخط العمومي للشركة.. قبل أن يتمكن العميل من إكمال حديثه قامت السكرتيرة بإغلاق الخط في وجهه.. اندهش العميل من هذا الأسلوب الجاف وغير رأيه وطلب المنتجات التي تساوي مليون دولار من شركة أخرى.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store