Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاتن محمد حسين

من طريق مكة.. إلى أطول ممشى

A A
‏استبشر العالم الإسلامي كله بقرار المملكة العربية السعودية إقامة فريضة حج هذا العام، وبعدد مليون حاج، كما استبشر الوطن ومنهم أهالي مكة والمدينة بشرف خدمة ضيوف الرحمن، وهم الذين حرمتهم جائحة كورونا هذا الشرف لأكثر من عامين.

‏وقد كانت أولى طلائع الخير قادمة من إندونيسيا عن طريق (مبادرة طريق مكة) التي قدمتها وزارة الداخلية، وبإشراف من سمو وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف؛ حيث تم استقبالهم في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز، وهذه المبادرة هي من جهود الدولة السعودية التي لا تألو جهداً ‏في تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام.

وهي في هذا العام تُقدِّم خدماتها لخمس دول هي: إندونيسيا، ماليزيا، باكستان، بنغلاديش، وتونس، وهي إحدى مبادرات برنامج خدمة ضيوف الرحمن، وفق رؤية ٢٠٣٠، ‏وتهدف إلى استقبال ضيوف الرحمن، وإنهاء إجراءاتهم من بلدانهم، بدءاً من إصدار التأشيرة الإلكترونية، وأخذ الخصائص الحيوية، وترميز وفرز الأمتعة وفقاً لترتيبات النقل والسكن في المملكة، وعند وصولهم ينتقلون مباشرة إلى حافلات لإيصالهم إلى مقار إقامتهم في مكة والمدينة، حيث تتولى الجهات الخدمية إيصال أمتعتهم إلى ‏مساكنهم. كما قُدِّمت خدمات الجوازات بـ 13 لغة في مطار الملك عبدالعزيز، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز لسرعة تقديم الخدمات، والتعامل معهم بلغاتهم.

‏ثم توالت الرحلات ليستقبل الوطن يومياً الآلاف من الحجاج وسط أجواء من الفرح والسعادة، وحِزَم ‏من الخدمات والإجراءات التنظيمية التي وفَّرتها الدولة لحجاج بيت الله الحرام، ومنها المنافذ البرية، حيث هُيِّئَت سُبل الراحة والتنظيم والنظافة ووسائل السلامة، ورأينا طلائع الحجاج من دولة العراق الشقيقة وهم يعبرون منفذ (جديدة عرعر شمالاً)، والحجاج اليمنيين في منفذ الوديعة (محافظة رنية جنوباً)، وكلهم سعادة وسرور بما يلقونه من حفاوة وحسن استقبال وتنظيم، وحتماً كل ذلك بإشراف أمراء المناطق وتفقُّدهم للخدمات الصحية، والعيادات الطبية المتنقلة، وسرعة إنهاء أعمال الجوازات، يدعم كل تلك الإجراءات وزارة الحج، ووزارة الشؤون الإسلامية وفرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والقطاعات الأمنية والعسكرية.

فإذا حطت الرحال في المدينة المنورة، وأشرقت أنوار المصطفى، تهللت ‏الأسارير وذُرفت الدموع وطارت القلوب شوقاً للزيارة؛ لتجد كل سبل الراحة مُهيَّأة -وبتوجيهات ومتابعة من سمو الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة- في الحرم النبوي الشريف، وعمليات التطهير والتعقيم، وتنظيم دخول الزائرين للروضة الشريفة، والأماكن التاريخية في المدينة.

‏فإذا ناخت ‏رحلات السلامة في جدة الجمال، وجد ‏أحدث المطارات في العالم، وهو مطار الملك عبدالعزيز الجديد، ليكون البوابة الجديدة التي يرى منها الزائر المستوى الحضاري الذي وصلت إليه الدولة السعودية، حيث ‏يوجد به أكبر صالة للركاب في العالم، ‏وهي صالة الحجاج التي تستوعب 148,000 راكب في القدوم والمغادرة. كل ذلك بمتابعة حثيثة من سمو أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل، الذي يهتم بأدق التفاصيل في خدمة ضيوف الرحمن، كيف لا وقد شرَّفه الله بالإمارة، لإخلاصه للقيادة، ولخدمة البيت الحرام على أكمل وجه.

يدعمه في ذلك نائبه في المنطقة ‏الأمير بدر بن سلطان الذي وقف ميدانياً وتفقَّد سير الأعمال في كافة القطاعات، ومنها: مجمع صالات الحج والعمرة، وقطار الحرمين، والمشاعر المقدسة، وأعمال شركة كدانة، ‏وتطوير المخيمات في منى، وتحسين المناطق المجاورة في جبل الرحمة، ومنها المواقف، ودورات المياه، وإنارة الشوارع والطرقات، وتحسين أعمدة تلطيف المناخ ومشارب المياه.

وأما الإبداع الجديد في رحلة الحج، فهو طريق المشاة الذي يمتد من عرفة إلى منى مرورا بمزدلفة، وطوله 52 كم، كأطول ممشى في العالم؛ ويأتي لتنظيم حركة المشاة، والطريق الموازي لمسجد نمرة، ‏حيث سيُغطَّى ‏بالبلاط والفرش، ويكون مدعوماً بالمرافق مثل: المظلات، والإسعاف، ومراكز الأمن، ودورات المياه، ولوحات إرشادية، و25 برج إنارة عالية التقنية، وعدد من الاستراحات، والجلسات، كل ذلك لأنسنة ‏المشاعر المقدسة، وجعلها صديقة للإنسان طول العام.

‏نعم هذه هي الدولة السعودية التي تتشرف بخدمة الحرمين الشريفين، وتجعلهما من أولوياتها، بإشرافٍ مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، واستحقاق نظرة عالمية، للإشراف على الحج بكل مهارةٍ واقتدار.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store