الماء ويوم التروية والحج

الماء آية من آيات الله، جاء ذكره في القرآن الكريم في العديد من الآيات وهو مركب أساسي في مكونات جميع الكائنات الحية بما في ذلك الانسان ونسبته كجزيء فيها -أي في الكائنات الحية- أعلى النسب تصل الى ٧٥٪ ويليه جزيئات البروتين ثم الدهون وله خصائصه الكيميائية والحيوية، ووصفه الله بقوله (وجعلنا من الماء كل شيء حي) ومقدرته على امتصاص كميات كبيرة من الحرارة تفوق أي سائل آخر في الكون ما عدا الأمونيا حيث تمتاز جزيئات الماء بأن لديها القدرة على تكوين روابط هيدروجينية مع بعضها البعض، وهذه الروابط تحتاج الى طاقة حرارية كبيرة لبنائها وتكسيرها مما يجعل الماء ذو حرارة نوعية عالية.

ومن خصائص الماء انه ذا توتر سطحي يفوق في مقداره التوتر السطحي لاي سائل آخر مما يساعد الخلايا في كثير من التفاعلات الكيميائية التي تجرى على سطحها، والماء يشذ في التمدد الحراري كصفة عن سائر السوائل فبتبريده تحت درجة 4مْ نجد ان كثافته تأخذ في النقصان بدلا من الزيادة وهذه الظاهرة تجعل الحياة ممكنة عند القطب الشمالي والجنوبي، ومن خصائصه أنه مذيب لمعظم المواد التي توجد في الكائن الحي.

ويرتبط اسم يوم الثامن من الحج باسم يوم التروية حيث كان الحجيج في الماضي يأخذون معهم الماء من مكة المكرمة الى منى ليرتووا منه شربًا قبل ذهابهم الى عرفات واكمال رحلة حجهم الى مزدلفة ثم عودتهم الى منى، والارتواء من الماء حماية للجسم من الجفاف مطلب في كل الأوقات خاصة أيام الصيف، ولعل من نعم الله على الحج اليوم توفر الماء البارد دونما أي تعب بما يسرته لهم حكومة خادم الحرمين الشريفين من امكانات حديثة لتوصيل المياه الى محلات الاقامة غير ما يصلهم من عبوات ماء جاهزة ومعبأة بأحدث الطرق في جميع المشاعر وكذلك التوسعات الكبيرة للمشاعر المقدسة وفي مقدمتها توسعة الحرمين الشريفين والمشاعر الأخرى في كل من منى وعرفات ومزدلفة، وتطور مكة المكرمة والمدينة المنورة معماريًا وهندسيًا مما زاد في الطاقة الاستيعابية لعدد الحجاج وكذلك التطور التقني الذي شمل النواحي الصحية وادارة الحشود والنواحي الأمنية والمرورية ووسائل التنقل بين المشاعر بالقطارات ولا شك ان هناك جهدا مميزا لوزارة الحج والعمرة وللقيادات الميدانية في ساحات الحج بل ان المملكة تعمل على تسخير كل الامكانات الحكومية وغير الحكومية في سبيل تيسير وتسهيل فريضة الحج لكل حاج فجزى الله المملكة قيادة وشعبًا على ما يقومون به خدمة لبيت الله وضيوفه من حجاج ومعتمرين وكل عام وأنتم بخير.