Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

لأنهم استثنائيون نجحوا رغم التحديات

ضمير متكلم

A A
* (العالم) مازال يعاني من الأوبئة وتبعاتها «كورونا كوفيد 19 ومتحولاتها، وجدري القرود، وغيرهما من الأمراض»، يضاف لذلك ما يُحيط به من صعوبات اقتصادية طالت حتى تأمين الغذاء في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، ولكن في حضرة كل تلك التحديات الكبيرة ينجح السعوديون الاستثنائيون دائماً في إدارة موسم الحج لهذا العام 1443هــ على المستويات كافة.

****

* نعم أبدعَـت المملكة حكومة وشعباً في استضافة نحو مليون حاج؛ حيث هُيّئت لهم جميع الظروف التي تضمن أمنهم وسلامتهم ورفاهيتهم منذ قدومهم وحتى مغادرتهم؛ وذلك من خلال تلك المشاريع المليارية التي تنفقها الدولة سنوياً لتطوير وتوسعة الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة التي سهلت تنقلاتهم؛ ليتحركوا في انسيابية حركية عجيبة لم يُعكر صفوها تنوع ثقافاتهم ولغاتهم وبيئاتهم، وجغرافية المشاعر المقدسة، ومحدودية مساحتها التي تفرضها قواعد شرعية لا يمكن تجاوزها.

****

* أيضاً المملكة استثمرت أحدث التقنيات والذكاء الاصطناعي في إدارة الحج من خلال تطبيق (برنامج خدمة ضيوف الرحمن)، وهو أحد البرامج الرئيسة لرؤية 2030م، الذي يسعى دائماً للارتقاء بالخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، وصولاً لإثراء رحلتهم دينياً وثقافياً، مع البحث عن استيعاب أكبر عدد منهم سنوياً.

****

* أما قبل كل ذلك وبعده فاستشعار قادة هذه البلاد العظماء وشعبها النبيل بأن العناية بضيوف الرحمن واجب يفتخرون به، ويسعون للوفاء به؛ يؤكد على ذلك المتابعة الحاضرة والآنية والمستمرة من قلب الحدث لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، ولكافة المسؤولين من مختلف القطاعات، يعضدهم في ذلك شعب كريم لا يكتفي بالقيام بالمهام الرسمية، بل يأتي تطوعاً للمساهمة في رعاية وخدمة الحجاج، لا يمنعه من ذلك مشاق الزحام وحرارة الأجواء، يفعل ذلك في صحبة أريحية وابتسامات لا تفارق تلك الملامح الطيبة.

****

* أخيراً اللافت للنظر أنّ المملكة العربية السعودية، ومنذ نشأتها وحتى يومنا هذا تستقبل سنوياً الملايين من الحجاج والمعتمرين، تختلف جنسياتهم وانتماءاتهم ومذاهبهم والبيئات التي جاءوا منها، لكنها لم تعمل يومًا على استغلال تلك التظاهرة في تمرير أجندات سياسية أو فكرية؛ لأن عقيدتها الراسخة (الحج) موسم تموت فيه الطائفية والمذهبية والعنصرية بأشكالها المختلفة، وكذا الصراعات السياسية؛ فهو كان وسيبقى عند (السعوديين) ساحة ومساحة وموسم لتوحيد المسلمين، ولا عزاء للمتربصين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store