Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. عبدالله السالم

ضاع الصندوق يا محمد!

A A
الأمثال: أقوال مختصرة وشائعة بين الناس مأخوذة من تجاربهم الجماعية وتراثهم وثقافتهم، وتعكس الحكمة وكيفية التصرف في المواقف.. ويتناقلها الخلف عن السلف لأجل نقل الخبرة والتجارب للآخرين.

روت الكاتبة بدرية البشر أنها كانت في رحلة على إحدى شركات الطيران المحلية، وعندما وصلت لوجهتها فوجئت بفقدان كرتون يتضمَّن بعض الكتب التي اشترتها، وعندما استفسرت عن ذلك جاءها عامل سير الأمتعة وقد وضع مع عفشها 3 قطع زائدة (سجادة صوف وكرتونين)، وحين جادلته بأن عفشها لا يتضمَّن سجادة صوف وأن ما ينقصها هو كرتون الكتب فقط.. قال لها العامل: إن مراقب الحقائب هو من أصر على أن هذا ما ينقص العفش، فلا يوجد غير هذه القطع الثلاثة المتبقية في منطقة وصول العفش!! وأصرت الكاتبة على رفض المبادلة بالثلاث قطع التي لا تخصها.

ثم تكمل: إن الموظف المختص جاءها وأبلغها بأن الكرتون لم يشحن من المحطة الأساسية وأنه لابد من الإبلاغ عن ضياعه بصفة رسمية ليتم البحث عنه.

في المقابل تذكرت البشر تجربة أخرى عن فقدان حقائبها في مطار إحدى المدن الأمريكية منذ سنوات ولم تتمكن من ركوب الطائرة المسافرة إلى وجهتها، وهنا أخذ الموظفون في الخطوط الأجنبية (يركضون بها في المطار من أجل توفير مقاعد في أقرب طائرة متجهة إلى مدينتها).. وخلال بضع دقائق أوجدوا لها حجزاً على الخطوط النيوزيلندية لكي لا تبقى مع أطفالها في المطار لمدة طويلة.. وتم نسيان شحن حقائبها على تلك الطائرة، وعندما وصلت وجهتها لم تصل حقائبها على السير.. لكنها سعدت بالوصول إلى المدينة التي تريدها.. وهناك المسؤول عن هذه الخطوط يعتذر لها شفوياً ووجهه أحمر.. ثم احتسب 75 دولاراً لكل شخص عن كل يوم تأخير للحقائب.. كان يتصل عليها يومياً ليبشرها بكل حقيبة يعثر عليها، ويسأل عن تفاصيل الحقائب المتبقية.. وبعد ثلاثة أيام وصل موظف الخطوط إلى شقتها وسلمها الحقائب المتبقية والتعويض مع اعتذار حار.

وقصة أخرى يرويها الأمين العام لمؤسسة الفكر العربي سليمان عبدالمنعم نقلاً عن الأديب المصري يوسف إدريس عندما كان مبتعثاً للدراسة في فرنسا، وتأخر في تلقي شيك المنحة الدراسية عن موعد استحقاقه عشرين يوماً، فذهب إلى الملحق الثقافي بباريس ليستفسر، وأكد له أن البريد في فرنسا منضبط ودقيق وأن الشيك أرسل له منذ مدة.. لاحظ إدريس أن المكتب كان مليئاً بالمعاملات والأوراق المتراكمة بطريقة فوضوية.. كان الملحق يتحدث في الهاتف مع شخص آخر ويبادله الأحاديث والدعابات رغم أنه جالس أمامه.. وفجأة أثار انتباهه طرف شيك أخضر اللون برز وسط الأوراق المرمية، فانحنى والتقطه ليتفاجأ بأن اسمه عليه، كل ذلك والملحق مستمر في حديثه مع صديقه، والتفت عليه قائلاً «ولا يهمك حنعملك شيكاً آخر».. وهنا أبرز له الشيك الذي وجده، فرد الملحق: «ابن حلال... قلت لك مفيش شيكات عندنا بتضيع!».. هاتان القصتان في اللامبالاة تذكرنا بالمثل الشائع «ضاع الصندوق يا محمد، قال مفتاحه معايا».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store