Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

تجنب هذه (الأسئلة)..!

صدى الميدان

A A
* تظل الإجازة المتنفس الذي يجد فيه الإنسان حاجته من الانفكاك من روتين العمل، والخروج إلى حيث حصول التغيير نحو ما ينشده من راحة نفسية، وبدنية، يريح فيها نفسه، ويجدد نشاطه، ويخرج ولو مؤقتاً من (ضغط) أشهر من العمل، والهم اليومي، الذي يتنوع بتنوع التزامات كل فرد، حيث لا يخلو إنسان من تلك الهموم، التي تأخذ حيزاً كبيراً من تفكيره بحاضره، وخوفه على مستقبله، وتباشر أثراً قوياً على مدى استقرار نفسه، وراحة باله.

* وعليه فإن الإجازة تمثل للجميع محطة الوصول، التي (يرمي) مع بدايتها كل فرد تلك الأحمال التي أثقلت كاهله، وأشغلت تفكيره، وأخذت من صحته، في بحث (مستحق) عن راحة نفسية وبدنية، يكون فيها الوقت غير محكوم بتوقيع وصول وانصراف، وعليه فإن مما يجب التمسك به أن تظل الإجازة (إجازة)، فلا تُشغل بأي من التزامات العمل؛ لأن حصول ذلك يعني فوات الاستفادة من تلك الأهداف التي وضعت من أجلها الإجازة.

* هذا فيما يتعلق بذات الفرد، وإنني على ثقة من أن الغالب ينظر إلى الإجازة كونها (استراحة) محارب، فيأتي تمتعهم بالإجازة بما يأخذهم إلى حيث الحرص على تغيير الجو، وعيش الإجازة بمتعة خاصة حلاً أو ترحالاً، المهم الا تمر الإجازة دون الحصول على تلك (الراحة)، التي لا تكون إلا بها، فنجدهم أكثر هدوءاً أمام تلك المواقف المستفزة، وما ذلك إلا لحرصهم على ألا تضيع من بين أيدهم إجازة ينتظرونها بفارغ الصبر، بعد عام من مكابدة هموم الحياة.

* وفي ذات السياق من المهم حد الضرورة، وبما أن الإجازة تحتم الاجتماع بأناس بعد غياب عام أو أعوام أن يحرص الجميع على تحقيق الهدف من الإجازة، فلا معنى لاستقبال ذلك الغائب بجملة من (المشاكل) العائلية والمجتمعية، التي يستغرب أنها لا تثار إلا مع كل إجازة، فتتحول أيامها إلى (دعاوى) هي في واقعها عوامل طرد، لا يستغرب معها وجود من قطع إجازته وعاد من حيث أتى، وكل ذلك بسبب أنه ذهب باحثاً عن الراحة، فلم يجد إلا (وجع الرأس).

* هذا في جانب، وفي جانب آخر كم من منغصات تأتي دون مقدمات من خلال كم كبير من الرسائل السلبية، التي تحملها تلك الأسئلة التي (تضيق الصدر)، فلا أصعب من شعور أن تكون في قمة (روقانك) النفسي، ثم تصدم بسؤال عما لا تود السؤال عنه، كما أن الإجابة، وإن تمت فإنها لا تغير من الواقع شيئاً، عدا إشباع لفضول السائل، الذي دفعه فضوله إلى طرح أسئلة (تكوي) داخلياً، حتى وإن قوبلت بابتسامة أو محاولة التفاف على تلك الإجابة المباشرة.

* فمن الطبيعي حصول التغير في حياة الناس، فمن انقطعت عنه عاماً أو أعواماً فلاشك أن الزمن سوف يترك على ملامحه (بصمته)، فما الغاية من تقريعه بالسؤال عما ليس باختياره، كما هو السؤال عن (شيب) شعره أو نحول جسده بما يشكك في صحته، أو أن تجعل من نفسك وصياً على بنيته بأن يلحق على نفسه مع فرط وزنه، إلى غير ذلك من الأسئلة (السلبية) التي تطرح فضولاً؛ لتفتح جروحاً.

* كما هو السؤال عن لماذا لم يتوظف أو لم يتزوج أو لم يبن منزلاً أو يشتري سيارة أو لماذا لا يرتاح بعد التقاعد، وقس على ذلك من تلك الأسئلة (السلبية)، التي يتجاوز فيها أصحابها تلك الحقيقة، التي تقول إن لكل إنسان ظروفه، ومن الواجب تقديرها لهم، وعدم الخوض فيها مراعاة لمشاعرهم، التي تحتم أن أكرر ذات الرسالة مع بداية كل إجازة، وبهدف ألا تكون بقصد أو بدونه سبباً في أن (تنغص) على أحد إجازته: تجنب هذه (الأسئلة).. وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store