Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سعود كاتب

السعودية.. وشرف الحج الذي لا يماثله شرف

A A
‏اصطفى الله هذه الأرض وخصّها بمزايا لا يمكن مقارنتها بسواها في أي بقعة من بقاع الأرض الأخرى، فهي مهبط الوحي، وأرض الحرمين الشريفين، وفيها وُلِد أشرف الخلق وسيِّد البشر محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويحتضن ثراها جسده الطاهر، كما تضم مقبرة البقيع التي تحتضن قبور آلاف الصحابة -رضي الله عنهم-.

المملكة العربية السعودية هي قلب العالم الإسلامي، فنحوها يتوجَّه قرابة مليار ونصف المليار مسلم، لأداء الصلاة خمس مرات في اليوم، ‏ويحضر سنوياً إليها ملايين المسلمين لأداء مناسك الحج في وقتٍ ومساحة جغرافية محدودة، وهي مسؤولية تتطلب دون شك قدراً هائلاً من التنظيم والتنسيق، وتوافر الإمكانات والبنى التحتية.

‏فلو نظرنا على سبيل المثال إلى مناسبة من قبيل بطولة كأس العالم لكرة القدم، نجد أن هذه البطولة التي استضافتها روسيا عام 2018م حضرها حوالى ثلاثة ملايين شخص، في حين كان الرقم القياسي من نصيب البطولة ‏التي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1994م، والتي حضرها حوالى 3.59 مليون شخص.. ‏وبطولة كأس العالم لكرة القدم هي بطولة رياضية دولية، تقام كل أربع سنوات في دولة محددة، بعد أن تخضع لشروط قاسية، وتثبت قدرتها على استضافة البطولة من كافة المعايير، بما فيها المنشآت والبنية التحتية، من ملاعب وفنادق ومرافق عامة ومطارات وأمن وصحة، ‏وجميع الخدمات الأخرى المطلوبة واللازمة لاستقبال كل هذه الأعداد من البشر.. ونظراً إلى ضخامة التكاليف والمتطلبات، فإن بعض البطولات تترشح لها الدول بملفاتٍ مشتركة، كما كان الحال في بطولة عام 2002م، والتي استضافتها دولتا كوريا الجنوبية واليابان.

‏وهنا يمكن تخيُّل كيف تقوم المملكة العربية السعودية بتنظيم الحج سنوياً بأعلى مستوى من الكفاءة، ففي عام 2019م بلغ عدد الحجاج حوالى 2.94 مليون حاج، ‏منهم 1.855 مليون ‏من خارج المملكة. ‏وبلغت أعداد القوى العاملة للجهات التي قدمت خدماتها لضيوف الرحمن من كافة القطاعات ذلك العام أكثر من 350.830 شخصاً، يُمثِّلون أكثر من 47 جهة حكومية وخاصة.

ومن الأمور اللافتة التي تحدث ‏خلال كل موسم حج، هو تلك الخدمات الطبية عالية المستوى التي يتم تقديمها مجاناً للحجاج، ومن أمثلة بعض منها لحج هذا العام، إجراء 10 عمليات قلب مفتوح، و187 عملية قسطرة قلبية، و447 جلسة غسيل كلوي، و107 عملية جراحية، و10 عمليات مناظير. وقد ساهم في تقديم تلك الخدمات أكثر من 25 ألف ممارس صحي و2000 متطوع.

فإذا كانت دول العالم تتنافس بشكل محموم لنيل شرف استضافة وتنظيم الفعاليات الدولية الكبرى المختلفة، فإن شرف استضافة الحج الذي تقوم به المملكة كل عام، هو شرف لا يضاهيه بحق أي شرف.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store