Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

خلوها... فهي فتنة وإضاعة للذهب!!

A A
* تعزيزاً لوحدة مجتمعنا وتلاحمه، تسعى مؤسساتنا الحكومية والمدنية إلى محاربة العصبيَّات أياً كانت «طائفية أو قبلية أو مناطقية أو رياضية»، يضاف لذلك مواجهة (التَّنمر) بشتى صوره وأساليبه، ومحاولة إغلاق أية أبواب أو مسارات تؤدي إلى كل تلك المتاهات، سواء كان من خلال البرامج والمبادرات التوعوية أو الأنظمة والتشريعات القانونية، وكذا فرض العقوبات الصارمة على المخالفين.

****

* ولكن -وللأسف الشديد- نلحظ في طائفة من السّاحات والمساحات، ومن بعض الفئات إحياءً وإذكاءً لما مات من العصبيّات، ومن شواهد ذلك ما يمارسه (بعض شعراء المحاورة)؛ -فمع التقدير جداً لشُخوصهم- إلا أنّ أغلب أُمسياتهم وصراعاتهم الشعرِية التي يعشقها البعض، ويتراقصون على أنغامها، ويُرددون موَّالاتها، ويتناقلونها عبر مواقع التواصل والهواتف المحمولة إنما هي قائمة على الشتم والتنمر، والخطورة تكمن وتتجاوز المحذورات إذا مسّت بالسوء قبيلة هذا ومنطقة ذاك، الذي قـد يصل بالأمر أحياناً إلى تبادل اللكمات والكفوف!!

****

* فهذا نداء عاجل للجهات الحكومية ذات العلاقة لمراقبة وضع (تلك المحاورات الشعرية)، ومتابعة الشركات المنظمة لها، وملاحقة الشعراء المتجاوزين فيها، ومعاقبتهم بما يردعهم، ويكون فيه العبرة لغيرهم؛ فصدقوني خطر أولئك كبير، وشرهم مستطير؛ لأنه يتسلسل إلى شرايين المجتمع كالسحر عبر نوافذ الشعر والتسلية والترفيه.

****

* أخيراً أرجو أن لا يأتي من يرفع لواء: (تلك المحاورات) باعتبارها من موروثنا الشعبي، ولابد من المحافظة عليها؛ فله مع التقدير أقول: تبَّاً لموروث يقتات على التنمر، وإيقاد نار الفتنة، وإضاعة الليالي في زمن الوقت فيه أغلى من الذهب والألماس، وفيه يصدق قول الشاعر أحمد شوقي:

دقات قلب المرء قائلة لَه:

إن الحياة دقائق وثواني

فارفعْ لنفسك بعد موتكَ ذكرها

فالذكر للإنسانِ عمر ثاني.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store