Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

أراذل القوم!!

A A
منذ بزوغ فجر الدعوة للإسلام، واجه الرسول -صلى الله عليه وسلم- معارضات وتكذيبا، وحربا بالخفاء وبالجهر من المشركين في مكة، ثم اليهود بالمدينة، ولكن كان الأشد ضرراً على الإسلام والمسلمين، «المنافقون»، لأنهم كانوا يختبئون تحت جدار الإسلام، ولكنهم كانوا معروفين، ومع ذلك تركهم سيد البشر محمد -صلى الله عليه وسلم-، وحاول أن يهديهم إلى طريق الحق، وكان الوحي ينزل على الرسول ليفضح أحوالهم.

الآن ليس هناك وحي، ولكن هناك شواهد أن المنافقين الذين يدَّعون الإسلام؛ أصبحوا جماعات بمسميات كثيرة؛ يختبئون خلف جدران متصدِّعة مهترئة، ليس لهم همّ إلا موطن الرسالة، ومهبط الوحي، فقد أعمى الحسد عيونهم، وغطى السواد قلوبهم، لينشروا سمومهم، وخاصة بمواسم الطاعات، والحج أكبرها.

فهم يُحاولون طمس الحقائق، والتقليل من الأعمال، والقيل والقال، والتشويش على حجاج بيت الله في مناسكهم وعباداتهم، وهذا هو شأن المنافقين منذ فجر الإسلام!!.

ألا يعقل هؤلاء؟، ألا يتبصَّرون؟، ألا يرون كم هي الخدمات التي تقدمها المملكة لحجاج بيت الله؟، وكم من المبالغ التي تُصرف؟، وكم من الأعداد الهائلة «الأمنية والخدمية» التي تسهر على راحة ضيوف الرحمن ليلاً ونهاراً؛ حتى يُغادروا هذا البلد الأمين؟.

ليسأل منافقي العالم العربي، قبل منافقي العالم الإسلامي، لأن إخواننا العرب -أصلح الله شأنهم- ربما الأكثر حسداً، والأكثر نكداً وكمداً مع كل نهاية موسم حج، فقد كشفنا خديعتهم، أما من لا يتكلم بلسانٍ عربي مبين، فهؤلاء ربما قلة، وربما لأننا لا نفهم لغتهم، فهم أقل شأناً وتأثيراً.

ولأننا تربطنا بالعرب «الدم واللغة والإسلام»، فهؤلاء القلة لا يُمثِّلونهم بتاتاً، هم فئة محدودة؛ ولكن أصواتهم مرتفعة، يستغلون وسائل التواصل الاجتماعي لبث سمومهم، ويأبى الله إلا أن يُتم نوره، هم بالمختصر أراذل القوم، وسفهاء هذا العصر.

خاتمة:

منذ أن وحَّد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ومن بعده أبناءه البررة، حتى عصرنا الحاضر، للحجيج منزلة عند قيادتنا الرشيدة، والملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، يُقدِّمون الغالي والنفيس لخدمة ضيوف الرحمن، وعاماً بعد عام يكون التطور واضحاً، والرضا تاماً من الحجاج، لكلِ ما يُقدَّم لهم. فنرى الدول الكبرى تعجز عن إدارة حشود لا تتجاوز المئة ألف، أما هنا، وبمكانٍ واحد تُدير حكومتنا الرشيدة حشوداً بالملايين، والنجاح باهر، والحسد كامد من أعداء -ليس هذا الوطن فحسب- بل هم أعداء الإسلام والمسلمين.. حفظ الله وطننا وقيادتنا وشعبنا الكريم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store