Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. عبدالله السالم

رسالة إلى عقلاء السويد

A A
تقوم الفلسفة الإسلامية على أن البشر خلقوا من أبوين هما آدم وحواء.. وأن التعارف بين البشر هو وسيلة العيش بسلام.. وورد في القرآن الكريم: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) الحجرات، 13.

والأسرة هي النواة الأساسية للنمو الطبيعي، وهي الخط الأول ضد الانحراف والجريمة، ومن خلالها تستمر الحياة الطبيعية.. حتى الحيوانات والطيور تدافع غريزياً عن صغارها عند تعرضها لأي مخاطر.

المهاجرون - وأغلبيتهم من العرب والمسلمين- ذهبوا للسويد هرباً من ظروف الحرب والنزاعات وسوء المعيشة في بلدانهم الأصلية، وتوقعوا أن يجدوا بيئة صالحة للأمان لتربية أبنائهم ليكونوا أشخاصاً مثمرين في هذا المجتمع، تفاجأوا بحرق القرآن كتابهم المقدس والاستخفاف بعقيدتهم وإنسانيتهم.

ثم اكتشفت هذه الأسر المهاجرة أنهم وقعوا في فخ اللجوء الذي يتيح لدائرة الشؤون الاجتماعية «السوسيال» الحق في خطف أطفالهم قسراً، وإن كانوا إخوة يتم تفريقهم بين عدة بلديات ومدن متباعدة حتى لا يتصلوا ببعضهم ولا يعرفون عن أسرهم شيئاً ويسهل استغلالهم نفسياً وجسدياً وجنسياً.

كل هذا التوحش في هدم الأسر يمارس تحت ستار قانون LVU لرعاية الشباب، الذي ورد فيه «افعل ما هو أفضل للأطفال».. وبموجبه يصبح الطفل سلعة تتاجر بها السوسيال وتستنزف به خزينة الدولة -دافعي الضرائب- لسحب مبالغ كبيرة يستفيد منها البلديات ودور الرعاية الاجتماعية والأسر الحاضنة والشرطة وشركات الأدوية وبعض الأثرياء وأصبحت تجارة مربحة تقدر بعشرات المليارات من الكرونات حسب ما ذكر «أوفه سفيدن» في كتابه المشهور «LVU تجارة الأطفال المربحة» والذي صدر سنة 2013.

وقدر سفيدن الأطفال المخطوفين بحوالى 28 ألف طفل سنوياً.. غير أن بعض الباحثين قدر العدد بأكثر من ذلك.. ولا تقدم السوسيال أي إحصائيات رسمية توضح ضحاياها.. وفوق ذلك أشارت دراسات أخرى أن الأطفال الذين يتم وضعهم تحت رعاية دور الرعاية والأسر البديلة يفشلون في حياتهم ويشاركون في الإجرام نتيجة الظلم والقهر وسوء المعاملة.

لقد وثق سفيدن بعض القصص لأمهات بائسات وأطفال لا أحد يعرف مصيرهم.. وطالب السويديين بمعرفة ما يدور حولهم من جرائم مرعبة للاتجار بالبشر.

منذ أشهر قامت بعض الأسر المقهورة بالاحتجاج أمام البرلمان في ستوكهولم للمطالبة بإرجاع أطفالهم وبعضهم لديه فيديوهات توثق بكاء أطفالهم لحظة خطفهم، وبعضهم يروي التعنيف والاستغلال الذي تعرضوا له لدى الأسر البديلة، ولكن بدون جدوى.. كما سلك بعضهم الطرق القانونية في المحاكم بدون نتيجة، حيث اكتشفوا أن هذه مسرحية لإنهاكهم وأن السوسيال تفبرك بلاغات القلق والتقارير الطبية ضدهم لبقاء الأطفال سبايا في هذه الحياة البائسة لاستمرار تدفق الأموال على البلديات والجهات المستفيدة لأطول فترة ممكنة على حساب الأطفال وأسرهم المقهورة.

الآن هناك قوانين معروضة على البرلمان للسماح للأسر السويدية بتبني الأطفال إذا حضنتهم لمدة عامين، ويحق لها تبنيهم واستعبادهم بقية أعمارهم، ولا يحق لهم العودة إلى أسرهم البيولوجية.

فهل يوجد توحش أكثر من ذلك؟ ولو فعلت دولة عربية أو مسلمة ذلك بالأطفال السويديين، هل سترضون بذلك؟ إني أطالب عقلاءكم بمراجعة الحقائق والقوانين الجائرة وإعادة الأطفال إلى أسرهم، وبعضهم مستعد لمغادرة السويد إذا ما أعيد لهم أطفالهم، وإلا فإن المشكلات الاجتماعية بما فيها الكراهية والعنصرية سوف تمزق النسيج الاجتماعي بسبب هذا التوحش الذي لا مثيل له في المجتمعات المعاصرة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store